كشف مختبر "سيتيزن لاب" الكندي، الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2023، أن برنامج تجسس إسرائيلياً جديداً يشبه برنامج "بيغاسوس" سيئ السمعة جرى استخدامه لاستهداف صحفيين وسياسيين معارضين في دول عدة، بحسب ما نقلت "فرانس 24".
المختبر الذي يُعنى بالفضاء الإلكتروني والأمن العالمي وحقوق الإنسان، قال إن البرنامج الجديد صممته شركة إسرائيلية غير معروفة تحمل اسم "كوادريم ليمتد" أسسها مسؤول عسكري إسرائيلي سابق وموظفون مخضرمون سابقون في شركة "إن إس أو" التي أنتجت "بيغاسوس".
وتمكن "سيتيزن لاب" الذي يرصد إساءة استخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة من تحديد 5 أشخاص على الأقل جرى استهدافهم بواسطة برنامج "كوادريم"، في أمريكا الشمالية وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
أضاف أن لائحة الضحايا تتضمن "صحفيين وشخصيات سياسية معارضة وأحد العاملين في منظمة غير حكومية"، لكنه آثر ألا يعلن عن هويتهم في الوقت الحالي.
فيما أشار "سيتيزن لاب" إلى أن برنامج "كوادريم" بعد وضعه على هاتف المستخدم أو حاسوبه الشخصي يمكنه تسجيل المكالمات والأصوات الخارجية، والتقاط الصور من الكاميرات، والبحث في ملفات الأجهزة، دون علم المستخدم.
ويمكن للبرنامج أيضاً إنشاء رموز تصديق مكونة من عاملين، كلمة سر ورمز أمان، لتأمين الوصول المستمر إلى الحسابات السحابية لمالك الجهاز.
وأضاف "سيتيزن لاب" أن برنامج التجسس يتضمن ميزة التدمير الذاتي، لإخفاء وجوده السابق بمجرد عدم استخدامه.
في سياق متصل، حدد مختبر "سيتيزن لاب" خوادم في 10 دول تلقت بيانات من أجهزة الضحايا، بينها إسرائيل وسنغافورة والمكسيك والإمارات وبلغاريا.
وقال إن شركة "كوادريم" سوّقت برامج التجسس التي تنتجها لعملاء حكوميين في سنغافورة والسعودية والمكسيك وغانا وإندونيسيا والمغرب وغيرها.
على خطى بيغاسوس
وفي سبتمبر/أيلول 2022، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن برنامج تجسس جديد أطلقته شركة، مالكُها ضابط سابق في وحدة النخبة الإسرائيلية، مستفيداً من القيود والعقوبات التي فرضت على شركة السايبر NSO، صاحبة تطبيق التجسس "بيغاسوس".
وسلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على برنامج التجسس الجديد الذي يحمل اسم Predator "المفترس"، بعد أن قالت صحف يونانية إن هاتف وزير يوناني سابق قد اختُرق باستخدامه.
وكشفت صحيفة أحرونوت الإسرائيلية آنذاك، أن الشركة التي أطلقت تطبيق التجسس الجديد أسسها ضابط مسرّح من وحدة كوماندوز النخبة الإسرائيلية، تولى رتبة رفيعة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، ويدعى طال ديليان.
ديليان، بحسب الصحيفة، يحمل رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي، وكان قائداً للوحدة التكنولوجية 81، وضابطاً كبيراً في وحدة العمليات الخاصة في الجيش.
وسبق أن استخدمت برامج التجسس مثل "بيغاسوس" على نطاق واسع من قبل حكومات وأجهزة أخرى، للتجسس على المعارضين ووسائل الإعلام والنشطاء.
يُذكر أن البيت الأبيض اعتبر في أواخر مارس/آذار الماضي أن الحكومات استخدمت "بيغاسوس" بهدف "تسهيل القمع، وتمكين انتهاكات حقوق الإنسان".