بعد أربع سنوات من القطيعة الدبلوماسية.. أردوغان يتسلم اعتماد أوراق السفيرة الإسرائيلية الجديدة

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/27 الساعة 16:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/27 الساعة 16:26 بتوقيت غرينتش
سفيرة إسرائيل الجديدة لدى تركيا إيريت ليليان / رويترز

تسلَّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوراق اعتماد سفيرة إسرائيل الجديدة لدى تركيا، الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2022، في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين بعد توتر دام سنوات عديدة قبل أن يبدأ الجانبان خطوة نحو تحسين العلاقات هذا العام.

وأصبحت إيريت ليليان، القائمة بالأعمال الإسرائيلية في أنقرة منذ يناير/كانون الثاني 2021، السفيرة الجديدة بعد تقديم خطاب اعتمادها إلى أردوغان. 

وشهدت أنقرة وتل أبيب قطيعة دبلوماسية وسحب سفراء في 2018 على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، قبل أن يبدأ الجانبان خطوات نحو تحسين العلاقات وزيارات رفيعة المستوى على رأسها زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ لأنقرة في مارس/آذار الماضي.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ/ الأناضول
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ/ الأناضول

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، جرى أول اتصال هاتفي على مستوى الرئيس التركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي منذ 2013، حيث هاتف أردوغان نفتالي بينيت الذي كان آنذاك يشغل منصب رئيس الوزراء، وسبق ذلك اتصال مشابه بين أردوغان وهرتسوغ.

وفي أغسطس/آب الماضي اتفق الجانبان على تعيين سفير لكل بلد لدى الآخر. وبعد فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو بالانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفق هو وأردوغان على "العمل سوياً لإرساء حقبة جديدة في العلاقات" على أساس احترام المصالح المشتركة. 

وتوترت العلاقات بين إسرائيل وتركيا لأول مرة في عام 2010، حيث طردت أنقرة السفير الإسرائيلي في أعقاب غارة إسرائيلية على سفينة مساعدات متجهة إلى غزة (سفينة مافي مرمرة)؛ مما أسفر عن مقتل عشرة مواطنين أتراك. 

واستأنف الجانبان العلاقات الدبلوماسية في عام 2016، لكن بعد ذلك بعامين استدعت تركيا سفيرها من إسرائيل وطردت المبعوث الإسرائيلي عندما قتلت القوات الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين الذين شاركوا في احتجاجات في قطاع غزة عام 2018.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ/ الأناضول
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ/ الأناضول

يُشار إلى أن أردوغان ثمّن زيارة هرتسوغ إلى تركيا مطلع 2022، وقال إنه "واثق بأن هذه الزيارة التاريخية ستكون نقطة تحوُّل جديدة في العلاقات بين بلدَينا"، لافتاً إلى أن "الهدف المشترك لتركيا وإسرائيل هو إعادة إحياء الحوار السياسي بين البلدين على أساس المصالح المشتركة ومراعاة الحساسيات المتبادلة".

في حين استطرد قائلاً إن "إحلال السلام والرفاهية، والمساهمة في إعادة إحياء ثقافة العيش المشترك بالمنطقة هما أمر بيدنا"، لافتاً إلى أن "تطوير العلاقات التركية الإسرائيلية وتعزيزها يتمتعان بأهمية كبيرة بالنسبة للبلدين وللسلام والاستقرار الإقليمي".

وفي مايو/أيار الماضي، زار وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية،ضمن جولة إلى المنطقة شملت لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.

وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في المسجد الأقصى - Getty Images
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في المسجد الأقصى – Getty Images

وكانت تلك الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول تركي رفيع منذ 15 عاماً، والتقى تشاووش أوغلو آنذك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في مدينة رام الله، في حين التقى مسؤولين إسرائيليين على رأسهم وزير الخارجية يائير لابيد (قبل أن يكون رئيس وزراء).

وسبق أن شدد الوزير التركي على أن أي خطوة في سبيل تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل، "لن تكون على حساب القضية الفلسطينية، كما فعلت بعض الدول الأخرى (لم يسمّها) لدى تطبيع علاقاتها مع تل أبيب؛ فموقفنا من القضية ثابت".

في حين أكد أن تطبيع العلاقات التركية – الإسرائيلية، قد يساهم في تعزيز دور تركيا في التوصل لحل الدولتين، مشدّداً على تمسك بلاده ببعض الثوابت والمبادئ، بما في ذلك حل الدولتين.

تحميل المزيد