لجأ المسؤولون في جمهورية فانواتو إلى استخدام أدوات تقليدية مثل الأقلام والأوراق والآلات الكاتبة إضافة إلى حسابات جيميل الخاصة وأجهزة الحواسيب الشخصية، وذلك بعد شهر من هجوم إلكتروني تسبب في تعطل الخوادم والمواقع الإلكترونية الحكومية بحسب ما أفادت به صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ويعكف المسؤولون عبر تلك الطرق لمواجهة الهجوم الإلكتروني في سبيل مواصلة مهام حكومة رئيس الوزراء إسماعيل كالساكو، الذي تولى منصبه بعد أيام قليلة من الحادث.
وتسبب الهجوم على شبكات الحكومة في تأخر الاتصالات والتنسيق في الدولة الواقعة في المحيط الهادئ التي يبلغ عدد سكانها 314 ألف شخص ومكونة من 80 جزيرة.
نتيجة لذلك، لجأ الناس إلى الصفحات الصفراء على الإنترنت أو دليل الهاتف الورقي لمعرفة أرقام الهواتف الحكومية. فيما بدأت بعض المكاتب تدير عملها من صفحاتها على الفيسبوك وتويتر.
وبدأت هذه المشكلات منذ قرابة شهر، حين لوحظ نشاط تصيد مشبوه في رسائل البريد الإلكتروني المرسلة إلى وزارة المالية، وفقاً لمحلل مالي يعمل عن كثب مع فرق الأمن السيبراني بالوزارة، بحسب الغارديان.
وأضر الهجوم الإلكتروني بجميع أرشيفات الرسائل والمواقع الحكومية. والعديد من الهيئات الحكومية التي كانت لا تزال تستخدم محركات أقراص الكمبيوتر لتخزين البيانات، وليس خوادم الويب أو التخزين السحابي. ولم يُشكف عن أي معلومات رسمية عمّا إن كان المتسللون قد طلبوا فدية.
بدورها، قالت أوليفيا فيناو، مسؤولة الاتصالات في وزارة التغير المناخي: "سادت الفوضى خلال الأيام القليلة الأولى؛ لكن الحكومة بأكملها أنشأت حسابات بديلة على جيميل أو استخدمت البريد الإلكتروني الشخصي".
وأضافت: "نحن جميعاً نستخدم الهواتف وأجهزة المحمول لإجراء الاتصالات؛ لكننا صامدون في فانواتو لأنها دولة صغيرة ويمكننا التعامل مع الأمر. ووزارتنا تتواصل مع الجمهور الآن من خلال فيسبوك وتويتر، ونحصل على مزيد من المتابعين".
لكن في الوقت ذاته، لم يتسبب الهجوم في تدمير البنية التحتية المدنية، مثل مواقع شركات الطيران أو الفنادق. واستمرت معظم الأنشطة السياحية والتجارية كالمعتاد في فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وقال المحلل الذي نقلته عنه "الغارديان" إنه يمكن إصلاح النظام الحالي عن طريق تحديث البرامج ووضع الملفات على التخزين السحابي لإدارتها. لكن المسؤولين المحليين لا يملكون الخبرة ليفعلوا ذلك و"يحتاجون إلى مساعدة خارجية".
كانت الحكومة قد ذكرت سابقاً أن الهجوم وقع في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن فنيّ حواسيب في مكتب كبير مسؤولي المعلومات بالحكومة، ودبلوماسي أسترالي؛ أكدا لصحيفة الغارديان أن الحادث وقع يوم الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي الأيام الأولى من الأزمة، عزت بعض سلطات فانواتو المشكلة إلى سوء الأحوال الجوية الذي أضر بالبنية التحتية للإنترنت؛ لكن الدبلوماسي الأسترالي قال: "لاحظنا وجود مشكلة على الفور… وأدرك فريقنا أن هذا يحمل بصمات هجوم إلكتروني وليس بسبب الطقس".
وفاقمت الثغرات في الاتصالات الداخلية في الأيام التي أعقبت الهجوم هذه الأزمة.
يُشار إلى أن رئيس الوزراء كالساكو وصل رسمياً إلى السلطة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وبعد يوم واحد من تسلمه زمام الأمور في البلاد (5 نوفمبر/تشرين الثاني) اعترفت الحكومة رسمياً بالمشكلة.
من جانبها، قدمت الحكومة الأسترالية عروضاً للمساعدة؛ إذ قال بات كونروي، وزير التنمية الدولية وشؤون المحيط الهادئ الأسترالي، لصحيفة محلية: "أرسلنا فريقاً للمساعدة في هذا الهجوم السيبراني المشين، ونعمل على إعادة عملية أنظمة المعلومات الحكومية إلى ما كانت عليه".