كشف رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنه كان علم مسبق بمحاولة اغتياله، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني، مشيراً إلى أنه سجل مقطع فيديو "مهماً" سيُنشر في حال جرى اغتياله بالفعل، وذلك بعد يوم واحد فقط من إصابته بطلق ناري خلال مسيرة احتجاجية نحو العاصمة إسلام آباد.
وقال خان في تسجيل مصور من داخل حجرة في المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج بلاهور، إن مسلحَين اثنين حاولا اغتياله في مدينة وزير آباد، الخميس، بإطلاق النار على مسيرة احتجاجية كان يقودها إلى العاصمة إسلام آباد.
وأضاف خان أن الهجوم أسفر عن مقتل شخص وإصابة 11 آخرين. مشيراً إلى أن خطة اغتياله كانت من تدبير ثلاثة أشخاص، لكنه لم يذكر أسماء بعينها، كما أنه لم يسرد تفاصيل أكثر.
على علم مسبق بالهجوم
لكن رئيس الوزراء الباكستاني السابق، والذي يحظى بشعبية كبيرة تطالب الحكومة الحالية بانتخابات مبكرة، لفت إلى أنه سيتطرق إلى تفاصيل الهجوم "لاحقاً"، مضيفاً: "علمت قبل يوم من الهجوم أنهم خططوا لقتلي في وزير آباد".
في الوقت ذاته، كشف خان أن هناك من يتآمر لقتله، لافتاً إلى أن بحوزته مقطع فيديو سيفرج عنه إذا ما حدث له شيء.
والخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أصيب خان بطلق ناري، خلال تجمع له مع أنصاره، بينما كان يقود مسيرة احتجاجية صوب إسلام آباد؛ للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، نظمها حزب "حركة الإنصاف" التي ينتمي إليها خان.
وأصيب أعضاء آخرون من حزب الإنصاف، خلال إطلاق النار على عمران خان، الذي كان قد غادر منصبه وسط توتر سياسي كبير.
وفي وقت متأخر الخميس، طمأن خان أنصاره، حيث ظهر أمام حشود اجتمعت للاطمئنان على صحته، حيث جرى نقل رئيس الوزراء السابق، البالغ من العمر 70 عاماً، بشكل سريع إلى مدينة لاهور من أجل تلقي العلاج، وسط حالة من الهلع في المكان.
محاولة اغتيال عمران خان
فيما أظهرت مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام باكستانية شخصاً يحمل مسدساً يقتحم الحشد، ويبدأ في إطلاق النار على الموجودين، مستهدفاً خان، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه من قِبَل المشاركين في التجمع.
أسفرت محاولة اغتيال عمران خان عن مقتل شخص من الحشد عند محاولته الإمساك بالمهاجم، وإصابة آخرين بينهم سياسيون في حزب "حركة الإنصاف" الذي ينتمي إليه خان.
بينما قالت ياسمين راشد، العضوة البارزة في حزب "حركة الإنصاف"، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن خان "أصيب بجروح طفيفة عندما أصاب الرصاص ساقيه". وأكدت مقتل شخص وإصابة 6 آخرين، من بينهم عضو مجلس الشيوخ عن حزب "حركة الإنصاف"، فيصل جاويد.
بدوره، اعترف المهاجم، في مقطع مصور، بأنه أراد قتل رئيس الوزراء الباكستاني السابق بسبب "تضليل الجماهير"، مؤكداً أنه تصرف بشكل منفرد ومن تلقاء نفسه.
وخلال ما سمّاه "مسيرة طويلة"، يلقي خان خطابات من حاوية مفتوحة أمام الحشود في مدن وبلدات في طريقه إلى العاصمة. وكان خان يخطط لقيادة موكب السيارات باتجاه الشمال حتى إسلام آباد؛ لجذب مزيد من الدعم على طول الطريق حتى دخول العاصمة.
كما قال خان في رسالة مصورة عشية المسيرة: "أريد مشاركتكم جميعاً، هذا ليس من أجل السياسة أو المكاسب الشخصية أو الإطاحة بالحكومة… إنه لجلب الحرية الحقيقية للبلاد".
يُذكر أنه منذ الإطاحة به، في أبريل/نيسان، بناء على اقتراح بحجب الثقة، طالب خان بإجراء الانتخابات على الفور. غير أن الحكومة تفضل الانتظار حتى الموعد النهائي، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لإعطاء نفسها الوقت لإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح.