نقلت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن مصادر في بريطانيا، قولهم إن رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، تلقت إرشادات من القصر الملكي "بكنغهام" بأن لا تقدم قائمة شرف طويلة فيما يتعلق باستقالتها بعد أقصر ولاية لرئاسة الحكومة وأكثرها فوضوية في تاريخ بريطانيا، حيث استمرت 45 يوماً قبل أن تغادر منصبها في 20 أكتوبر/تشرين الأول.
مصدر مطلع على بروتوكولات التشريف قال لصحيفة The Observer البريطانية، إنه نظراً إلى أن ولاية تراس برئاسة الوزراء لم تستمر أكثر من سبعة أسابيع شابتها أزمة اقتصادية وتحولات حادة، فإن مسألة مكافأتها لكثير من الحلفاء والأصدقاء بذكرهم في هذه القائمة قد يُنظر إليه من القصر وسكرتير مجلس الوزراء سيمون كيس، وبكل تأكيد رئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك، على أنه تصرف "غير ملائم".
"لا تحرجي الملك"
وقال المصدر: "هذه الأمور تتم بأسلوب بريطاني بحت. أعتقد أنه سيكون واضحاً أن هذا لن يكون ملائماً. إنها ستكون حالة من… لنقل: إنكِ لا تريدين أن تحرجي الملك، أليس كذلك؟".
كما أوضح المصدر أن "هذا الموقف غير مسبوق على الإطلاق. إنني متأكد من أن كثيراً من الأشخاص سوف يقولون لـ(ليز): يمكنك أن تحظي بقائمة شرف ولكن يجب أن تكون صغيرة قليلاً، لا أن تحتوي على جميع من في مكتبك، ليس كما فعل ديفيد كاميرون".
وأضاف: "كانت رئيسة وزراء حسنة النية. يمكنها أن تفعل ذلك، ولكن سيكون هناك كثير من الضغط عليها من القصر، ومن رئاسة الوزراء، الذين سيقولون: قللي العدد، ولا تستخدميها لتكريم كثير من الناس. سيقول سيمون كيس: افعليها ولكن برويّة".
من جانب آخر، قال شخص بارز آخر كان يخدم في أعلى المستويات بالحكومة، إنه ليس هناك شك في أن ليز، التي اختيرت وشغلت منصب رئيسة مجلس الوزراء حقاً، لديها الحق في أن تصوغ بنفسها قائمة الشرف الخاصة باستقالتها، وأن خليفتها -وهو في هذه الحالة سوناك- لا يمكن أن يُتوقع منه أن يقف في طريقها، وفق ما نقلته الغارديان.
تابع المصدر: "صحيحٌ أنه ليست هناك قواعد رسمية، لكن النظام محكوم بموجب الاتفاق، وهو ما يملي أنه أياً كان الأمر الذي يقترحه رئيس الوزراء المنتهية ولايته، من المتوقع ألا يعترض عليه خليفته".
قائمة شرف متواضعة
لكنه أضاف: "أعتقد أن الناس سوف يتحدثون مع رئيس الوزراء؛ كي يوضحوا له أنه في هذه الحالة يجب عليه توضيح أنها ينبغي أن تكون معقولة. ستكون هناك مناقشات. في نهاية المطاف، إنها هبة من الملوك وسيكون هناك كثير من المناقشات".
منذ ترك ليز منصبها، انتشرت شائعات حول الأسماء التي سوف تضمها قائمة التكريمات الخاصة برئيسة الوزراء السابقة، وتشير شائعات إلى أنها قد تطلب ترقية صديقها المقرب وزير المالية السابق كواسي كوارتنج إلى مجلس اللوردات، بعد أن أقالته بسبب الإخفاقات التي شهدتها الميزانية المصغرة.
لكن أصدقاء كوارتنج ينكرون رغبته في الانضمام إلى طبقة النبلاء، ويصرون على أنه يريد البقاء في مجلس العموم.
ونظراً إلى أن بوريس جونسون، رئيس الوزراء الأسبق، لم يقدم بعدُ قائمة الشرف الخاصة باستقالته، بعد أن ترك منصبه في الصيف الماضي، فثمة شواغل متزايدة بين بعض أعضاء مجلس اللوردات الحاليين بأن الغرفة العليا في برلمان المملكة المتحدة ستشهد تدفقاً كبيراً جديداً للأعضاء الجدد، في حين أن الهدف هو تقليل عدد الأعضاء.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة طلبت، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول، بدء تحقيق عاجل، في أعقاب التقارير التي تقول إن هاتف رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس تعرّض للاختراق في أثناء شغلها منصب وزيرة الخارجية بحكومة رئيس الوزراء الأسبق، بوريس جونسون.