استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو)، الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2022؛ لمنع تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يدين ضمها مناطق دونباس وخيرسون وزاباروجيا، فيما امتنعت الصين عن التصويت ومثلها ثلاث دول أخرى.
حيث إن مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة وألبانيا، أيدته عشر دول أعضاء مقابل امتناع أربع دول عن التصويت هي الصين والهند والبرازيل والغابون، وذلك حسبما نشرت وكالة فرانس برس، الجمعة.
بالتوازي، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، إن بلاده ستعلن الإرسال "الفوري" لأسلحة جديدة إلى أوكرانيا، وصرح سوليفان للصحفيين بأن "إعلاناً سيصدر عن مساعدة أمنية فورية" لكييف، مذكِّراً بأن الولايات المتحدة سبق أن وعدت بمساعدة عسكرية كبيرة لفترة طويلة، بينها 18 منظومة مدفعية من طراز "هيمارس" لا تزال تنتظر أن يتم تصنيعها.
المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا
في سياق موازٍ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا في حال اهتمام الأخيرة بذلك.
جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه بوتين مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، استعرضا خلاله العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، بحسب موقع قناة "روسيا اليوم".
اتصال بين بوتين وملك البحرين
حيث نقل الموقع عن الكرملين، أن بوتين "أشار (خلال الاتصال) إلى أن موسكو مستعدة لاستئناف عملية التفاوض، إذا كانت كييف مهتمة".
تابع الكرملين أن "بوتين ناقش مع ملك البحرين التعاون الثنائي والتعاون ضمن منظمة شنغهاي للتعاون".
كما أردف أن "بوتين أبلغ ملك البحرين بتوقيع اتفاقيات انضمام المناطق الأربع إلى روسيا" ، كذلك "أكد بوتين خلال المحادثة، الدعوة الروسية السابقة للملك لزيارة روسيا"، وفق المصدر ذاته.
من جانبها أفادت وكالة أنباء البحرين، بأن الملك حمد أكد لبوتين خلال الاتصال "أهمية تكاتف جهود الجميع لإحلال السلام الدائم والشامل بما يضمن مصالح كافة الدول وأمنها القومي".
أضافت أن الملك "أكد أهمية تفعيل قنوات الحوار والتفاوض والحلول السلمية، للوصول إلى السلام والنماء للجميع".
العلاقات بين البلدين
بحسب الوكالة، "تم خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية التاريخية والمتنامية بين البلدين".
أضافت أن الاتصال "تناول موضوع الالتزامات مع مجموعة OPEC+، وأهمية الاستمرار في التنسيق والالتزام بقرارات المجموعة"، وفق الوكالة.
في وقت سابق من الجمعة، وقّع الرئيس بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية إلى روسيا، وسط رفض وتنديد واسعين من الغرب.
وسبق أن قالت الخارجية الروسية، في بيان، إن أكثر من 98% من المشاركين في الاستفتاءات بالمناطق الأربع صوتوا بالانضمام إلى روسيا.
احتفالات في موسكو
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الرئيس فلاديمير بوتين، إن روسيا ستحقق "النصر" في النزاع مع أوكرانيا، وذلك خلال تجمّع في الساحة الحمراء بوسط موسكو احتفالاً بضم 4 مناطق أوكرانية.
حيث قال بوتين على وقع تصفيق آلاف من أنصاره، الذين رفع بعضهم الأعلام الروسية: "النصر سيكون لنا". وأضاف مخاطباً سكان المناطق التي تم ضمها: "أهلاً بكم في الوطن"، معتبراً أن هؤلاء "عادوا إلى وطنهم التاريخي".
وسط رفض وتنديد غربي واسع، انطلقت احتفالات واسعة في الساحة الحمراء بموسكو بعدما وقّع بوتين على وثيقة "ضم" مقاطعات أوكرانية إلى روسيا. وأكد بوتين من على منصة أقيمت خصوصاً للمناسبة عند جدار الكرملين، أن "روسيا لا تفتح أبوابها فحسب لهؤلاء، بل تفتح قلبها".
شاشات عملاقة في موسكو
وفي حين رفع العديد من المشاركين الأعلام الروسية، وضع البعض على جبهاتهم عصباً باللونين الأسود والبرتقالي اللذين يرمزان إلى انتصار الجيش الأحمر على ألمانيا النازية.
كما نصبت العديد من الشاشات العملاقة ومكبرات الصوت؛ للسماح للحاضرين بمتابعة خطاب الرئيس الروسي وعروض يقدمها كثير من نجوم الموسيقى الروسية. وقال بوتين: "لقد صرنا أقوى لأننا معاً".
كذلك فقد أشار إلى "يوم خاص، تاريخي، (يوم) حقيقة وعدالة" في وقت "يدافع (الجنود الروس) ببطولة عن خيار الناس" في أوكرانيا. وأضاف: "سنبذل كل ما هو ممكن لدعم إخواننا وأخواتنا في زاباروجيا وخيرسون ولوغانسك ودونيتسك، لتحسين أمنهم وإحياء الاقتصاد والبناء".
يذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا؛ ما دفع عواصم- في مقدمتها واشنطن- إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.