رصدت عدسات الكاميرات موقفاً محرجاً تعرض له الملك البريطاني الجديد تشارلز الثالث، الجمعة 16 سبتمبر/أيلول 2022، حينما صاح بوجهه أحد الأشخاص بين حشد من الناس قائلاً له: "أنت لست مَلِكي"، محتجاً على ارتفاع مستوى التضخم في بريطانيا.
كان تشارلز برفقة زوجته كاميلا في زيارة إلى ويلز كجزء من جولته للدول الأربع التي تشكّل المملكة المتحدة، وكانا يمشيان للقاء حشود من الناس تجمعت للقاء الملك، بعد حضوره قداساً على روح الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في كارديف.
حسب صحيفة الغارديان البريطانية التي نشرت الفيديو، فإن استقبال الناس للملك تشارلز وزوجته كان "إيجابياً"، لكن بعض المتظاهرين "المناهضين للملكية" أطلقوا صيحات "الاستهجان" ضده، مشيرة إلى مظاهرات "صغيرة" في كاتدرائية لانداف وفي مبنى سينيد.
"أنت لست ملكنا"
يُظهر مقطع الفيديو رجلاً بين حشد من الناس يصيح بوجه تشارلز الثالث ويقول له: "بينما نكافح لتدفئة منازلنا، يتعين علينا دفع تكاليف موكبك.. دافعو الضرائب خسروا 100 مليون جنيه إسترليني من أجلك.. أنت لست ملكنا".
يشار إلى أن معدل التضخم في بريطانيا هو الأعلى منذ 40 عاماً، حيث وصل إلى 10.1% في يوليو/تموز الماضي، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة، وسط استعداد البريطانيين لفصل شتاء صعب.
من جانب آخر، كانت الشرطة البريطانية اعتقلت الأحد 11 سبتمبر/أيلول، متظاهرين من دعاة تحويل البلاد إلى جمهورية، وذلك بعد أن أطلقا صيحات استهجان أثناء إلقاء بيان الإعلان عن تولي الملك تشارلز الثالث العرش في البلاد.
"فُرض علينا رئيساً للدولة من دون رضانا"
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية نقلاً عن سيمون هيل، مواطن يعمل مدرس تاريخ، قوله إنه اعتُقل في مدينة أكسفورد؛ لأنه صرخ بين الناس: (من انتخبه؟) أثناء تلاوة بيان التنصيب الرسمي لتشارلز ملكاً للبلاد.
كما زعم هيل أنه رأى الفعالية بالصدفة أثناء عودته من الكنيسة إلى المنزل، وما إن صرخ بالكلمات، إلا وقال له بعض القريبين: "اصمت"، فردَّ عليهم بالقول: "لقد فُرض علينا رئيساً للدولة من دون رضانا".
ثم اقترب منه ثلاثة حراس أمن، فتدخلت الشرطة ونقلته إلى سيارة تابعة لهم، وسط احتجاجات من آخرين، كانوا يدافعون عن حقه في التعبير عن رأيه.
وقال هيل إنه قُبض عليه من قبل لمشاركته في احتجاج غير عنيف على تجارة الأسلحة، "لكنني لا أظن أنني رأيت أي شخص يقبض عليه لهذه الأسباب التافهة، فضلاً عن التعرض لذلك بنفسي".
وأضاف: "أنا لم أفعل أي شيء يعطل الحفل، لقد صرخت بشيء لم يسمعه إلا قلة من الناس القريبين مني، ثم واصلوا الاحتفال، ومع ذلك أمسكت [الشرطة] بخناقي. إنه لمن المثير للقلق حقاً أن يُقبض عليك لتعبيرك عن رأيك في مكان عام. إنه أمر محزن".
بعد أن كتب هيل عما تعرض له في تغريدات على موقع تويتر، كتبت منظمة Republic، المنادية بالاستعاضة عن النظام الملكي برئيس منتخب للدولة، على حسابها الرسمي بالموقع: "إنه أمر شائن".
مخالفة النظام العام!
في المقابل، قال متحدث باسم الشرطة: "ألقي القبض على رجل يبلغ من العمر 45 عاماً، لدواعي إثارة الاضطراب أثناء حفل الإعلان عن تنصيب الملك تشارلز الثالث في أكسفورد".
كما أوضح: "ثم أفرج عنه بعد ذلك، وهو يتواصل معنا طواعية في التحقيق بشأن مخالفة تتعلق بالنظام العام. لقد قُبض على الرجل للاشتباه في ارتكابه مخالفة للنظام العام [بموجب المادة 5 من قانون النظام العام لسنة 1986]".
في حادثة أخرى، أُلقي القبض على امرأة في إدنبره كانت تحمل لافتة كُتب عليها "فلتسقط الإمبريالية، ألغوا الملكية" قبل لحظات من قراءة بيان التنصيب الرسمي للملك تشارلز الثالث.
ووقع الحادث بالقرب من كاتدرائية سانت غايلز، التي من المقرر أن يُنقل إليها نعش الملكة يوم الإثنين 12 سبتمبر/أيلول.
حيث قال متحدث باسم الشرطة إن امرأة تبلغ من العمر 22 عاماً قُبض عليها لخرق الأمن العام، بعد أن أطلق بعض الناس في إدنبره صيحات استهجان أثناء بيان تنصيب الملك.