قال قصر باكنغهام إن الملكة إليزابيث الثانية، قبل وفاتها، وضعت لمسات شخصيات من أجل ترتيبات جنازتها، حيث طلبت عزف معزوفة جنائزية من تأليف عازف الناي الخاص بها، فضلاً عن جوانب أخرى استشيرت بها قبل أن ترحل في 8 سبتمبر/أيلول 2022.
في الوقت ذاته، قالت شبكة "بي بي سي" البريطانية، الجمعة 16 سبتمبر/أيلول، إن ترتيبات الجنازة من مقطوعات موسيقية وتلاوات؛ من المتوقع أن تعكس المزيد من الخيارات الشخصية للملكة في الجنازة، في حين قال مساعدو القصر إن الملكة استشيرت بشأن جميع الترتيبات.
مراسم فريدة
من المقرر أن تقام جنازة الملكة إليزابيث التي حكمت طيلة 70 عاماً، الإثنين المقبل 19 سبتمبر/أيلول الحالي، في دير وستمنستر آبي، لتكون واحدة من "أكبر الأحداث الرسمية الفردية" التي تقام في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، حسب بي بي سي.
ونقلت الشبكة عن دوق نورفوك، ألايرل مارشيال، المنظم الرسمي لترتيبات الجنازة؛ إن دوره يشعره "بالهيبة الكبيرة" لمهنته، مضيفاً أن مهابة ووقار الأيام الأخيرة من الحداد والعملية الدستورية كانا "موضع غبطة العالم".
كما أشار الدوق الذي تولى منصبه المتوارث في 2002، إن جنازة الإثنين ستهدف إلى "توحيد الناس في جميع أنحاء العالم، وسوف تمس وتتناغم مع الناس من جميع الأديان".
والخميس 15 سبتمبر/أيلول، قال مارشيال إن الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث ستبدأ في الساعة 11 صباحاً في كنيسة وستمنستر في لندن، ثم سينقل جثمانها إلى قلعة وندسور حيث سيوارى الثرى، حسب رويترز، في الوقت الذي اصطف فيه المشيعون من شتى الطبقات وعلى اختلاف المشارب في طابور طويل لساعات، انتظاراً للمرور أمام نعش الملكة.
والنعش الذي يرقد فيه جثمان الملكة إليزابيث موجود حالياً في قاعة وستمنستر القديمة بلندن، حيث ينتظر عشرات الآلاف بصبر لإلقاء نظرة الوداع على من اعتلت عرش بلادهم لأطول فترة على الإطلاق.
وسيتجمع زعماء العالم، الإثنين، لحضور جنازة الملكة إليزابيث التي اعتلت العرش بمكانة ووضع لا نظير لهما في العالم تقريباً، في حين يتوقع المسؤولون توافد ما يصل إلى 750 ألفاً من المعزين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة في قاعة وستمنستر.
جنازة مهيبة
للمرة الأولى، قدم مسؤولون من القصر تفاصيل عن الجنازة التي ستكون على الأرجح واحدة من أضخم المراسم التي تشهدها العاصمة البريطانية على الإطلاق، بمشاركة الآلاف من أفراد الجيش.
وفي ختام الجنازة سيعلو صوت الأبواق في لحن عسكري معروف، إيذاناً بانتهاء المراسم، ويلي ذلك دقيقتان من الصمت حداداً في عموم البلاد.
سينقل الجثمان بعدها على عربة مدفع في موكب ضخم، يسير خلفه الملك تشارلز وكبار أفراد العائلة الملكية من الكنيسة وصولاً إلى قوس ولينجتون عند طرف متنزه هايد بارك الشهير.
وستطلق المدافع طلقات التحية، وتدق ساعة بيج بن كل دقيقة. بعدها ينقل الموكب الرسمي النعش إلى قلعة وندسور، حيث تقام المزيد من المراسم قبل قداس في كنيسة سانت جورج الملحقة بالقلعة.
وفي مراسم خاصة تقام لاحقاً، ستدفن الملكة إليزابيث الثانية بجوار زوجها الأمير فيليب، الذي توفي العام الماضي بعد أن ظلا زوجين لمدة 73 عاماً، في كنيسة الملك جورج السادس التذكارية، وهي أيضاً مرقد والدي الملكة وشقيقتها الأميرة مارجريت.
يُشار إلى أن جثمان الملكة إليزابيث نُقل إلى لندن، الثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول، من إدنبره، وهو موجود حالياً في وسط قاعة وستمنستر على منصة أرجوانية فوق منصة حمراء، ومغطى بالعلم الملكي، ويعلوه التاج الإمبراطوري موضوعاً على وسادة، إلى جانب إكليل من الزهور.