أعلن مسؤول كبير في أرمينيا في وقت متأخر الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول 2022، الاتفاق على "هدنة" مع أذربيجان، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت يومين كانت الأعنف منذ الحرب في إقليم قره باغ قبل عامين، بينما لم تصدر تصريحات من أذربيجان حول هدنة أو وقف إطلاق نار.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن أرمين جريجوريان، أمين مجلس الأمن الأرميني، قوله للتلفزيون المحلي: "بفضل تدخل المجتمع الدولي، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
جاء في الإعلان أن الهدنة سارية منذ عدة ساعات. وقالت وزارة الدفاع في أرمينيا في وقت سابق إن إطلاق النار في المناطق الحدودية توقف.
في الوقت ذاته، قال جريجوري كاراسين، العضو البارز في مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى بالبرلمان، لوكالة الإعلام الروسية إن الجهود الدبلوماسية الروسية لها فضل كبير في التوصل إلى الهدنة.
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث إلى باشينيان. ودعا إلى الهدوء بعد اندلاع العنف. بينما قال باشينيان في كلمته أمام البرلمان إن بلاده وجهت نداء لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة موسكو لمساعدتها على استعادة وحدة أراضيها.
اشتباكات حدودية
والإثنين 12 سبتمبر/أيلول الحالي، اندلعت اشتباكات حدودية "مكثفة" بين أذربيجان وأرمينيا، فيما تبادل البلدان الاتهامات وتحميل المسؤولية فيما بينهما، في حين خلّفت الاشتباكات نحو 100 قتيل مناصفة بين الجانبين.
واستمرت الاشتباكات على مدار يومين، والأربعاء 14 سبتمبر/أيلول أعلن نائب وزير الخارجية الأرميني، باروير هوفهانيسيان، عن مقتل 50 جندياً أرمينياً في الاشتباكات مع أذربيجان، مشيراً إلى أن الاشتباكات مع أذربيجان قد تتحول إلى حرب بين البلدين.
والثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول، قُتل ما لا يقل عن 49 جندياً من أرمينيا، و50 من أذربيجان، في اشتباكات عنيفة، وحملت كل دولة الأخرى مسؤولية تجدد القتال.
وأثارت الاشتباكات مخاوف من نشوب صراع مسلح كبير آخر في أراضي الاتحاد السوفييتي السابق، في وقت ينشغل فيه الجيش الروسي بغزو أوكرانيا، مع تصاعد الجهود الدولية لإنهاء العنف الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من مئة جندي، في أعنف قتال بين الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين منذ عام 2020.
قلق دولي
وأثار تصاعد العنف قلقاً دولياً، ودعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس، وكثّفت جهودها الدبلوماسية لإنهاء القتال.
حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن روسيا يمكنها إما "تقليب الأوضاع" أو استخدام نفوذها في المنطقة، للمساعدة في "تهدئة الأجواء". وأجرى اتصالين منفصلين عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لحثهما على إنهاء الأعمال العسكرية.
ومن المقرر أن يصل الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي تويفو كلار إلى جنوب القوقاز، الأربعاء، لتسهيل الحوار بين باكو ويريفان.
وأرسلت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو وفداً لتقييم الوضع على الحدود، بعد طلب من أرمينيا في أعقاب اندلاع الاشتباكات.
وتقاتل أرمينيا وأذربيجان بعضهما بعضاً منذ عقود، بسبب نزاع على منطقة ناغورني قره باغ، وهي منطقة جبلية معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، ولكن حتى عام 2020 كان يسيطر عليها تماماً سكانها الأرمن.
وخرجت أذربيجان بمكاسب كبيرة في ناغورني قره باغ في حرب استمرت ستة أسابيع في ذلك العام. وتندلع مناوشات بصورة دورية على الرغم من وقف إطلاق النار بوساطة روسية.