نجح الائتلاف الحاكم الجديد في باكستان في إحكام قبضته على الجمعية الوطنية الباكستانية (الغرفة السفلى من البرلمان)، وذلك من خلال انتخاب رئيس جديد لها، السبت 16 أبريل/نيسان 2022، معزّزاً بذلك سيطرته على المجلس التشريعي، بعد الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان في اقتراع لحجب الثقة.
الرئيس السابق للجمعية الوطنية ونائبه، كلاهما كانا حليفين لخان، وقد حاولا وقف وتأجيل الاقتراع للإطاحة به، إلى أن قضت المحكمة العليا بأن الإجراءات التي اتخذاها تخالف القانون.
وكان البرلمان الباكستاني عقد جلسة السبت الماضي، 9 أبريل/نيسان 2022، وصوّت لحجب الثقة عن رئيس الوزراء السابق عمران خان، عقب قرار للمحكمة العليا قضى بإلغاء قرار حل البرلمان.
بدوره انتخب الائتلاف الحاكم الجديد مرشحه شهباز شريف رئيساً جديداً للوزراء.
حليف للائتلاف الحاكم الجديد
ورئيس الجمعية الوطنية الجديد هو راجا برويز أشرف، وهو رئيس وزراء سابق وينتمي لحزب الشعب الباكستاني، المشارك في الائتلاف الحاكم الجديد.
وانتخب أشرف دون منافسة تذكر، وسط غياب ممثلي حزب خان الذين قدموا استقالة جماعية من المجلس، الإثنين الماضي 11 أبريل/نيسان.
وجاء في حساب على تويتر يديره العاملون في الجمعية الوطنية "أدى راجا برويز أشرف اليمين… رئيساً للجمعية الوطنية الباكستانية".
على صعيد آخر، سيُنظر في استقالة أعضاء البرلمان من حزب خان، وإذا قُبلت ستواجه باكستان احتمال إجراء ما يقارب مئة انتخاب فرعي خلال شهرين، الأمر الذي سيشكل متاعب لشريف وشركائه في الائتلاف الحاكم الجديد وفرصة لخان لحشد التأييد الشعبي له.
ومن المتوقع أن يشكل شريف حكومته في الأيام المقبلة، وستواجه عدداً من التحديات السياسية، خاصة ما يتعلق بالتعامل مع اقتصاد يواجه مشكلات عميقة.
خان يتوعد بمواصلة النضال
كان خان أقيل من منصبه بعدما خسر تصويتاً في البرلمان على حجب الثقة، بعد أزمة سياسية استمرّت أسابيع، وصوّت 174 نائباً لصالح حجب الثقة، وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أنه لم يُكمل أي رئيس حكومة في باكستان ولايته، إلا أن خان هو أول رئيس للوزراء يُقال من منصبه بحجب الثقة.
حاول خان بشتى السبل البقاء في المنصب، بما في ذلك حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكن المحكمة العليا أصدرت قراراً اعتبرت فيه أن كل التدابير التي اتّخذها الأسبوع الماضي باطلة، وأمرت الجمعية الوطنية بالانعقاد وبإجراء تصويت على حجب الثقة.
وعلَّق الأحد الماضي، 10 أبريل/نيسان 2022، على قرار الإطاحة به، بأن هناك "مؤامرة خارجية" لتغيير النظام في باكستان.
وأشار إلى أن شعب باكستان سيحمي الديمقراطية والسيادة.
وعلى حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر غرد خان قائلاً: "رغم أن البلاد أصبحت دولة مستقلة في عام 1947، فقد بدأ النضال مجدداً ضد مؤامرة أجنبية تهدف لتغيير النظام"، إذ سبق أن اتهم خان أمريكا بالعمل على الإطاحة به.