العقوبات الغربية تطال شجرة روسية! مسابقة أوروبية استبعدت من المنافسة شجرة زرعت قبل 198 عاماً

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/26 الساعة 15:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/26 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
دبابات روسية تتفدم ضمن قافلة طولها 64 متراً نحو كييف - Getty Images

قالت صحيفة New York Times الأمريكية في تقرير نشرته يوم الخميس 24 مارس/آذار 2022 إن المجموعة القائمة على "مسابقة شجرة العام الأوروبية" في بروكسل قررت استبعاد الشجرة المرشحة من روسيا وهي شجرة بلوط يُقال إن الروائي إيفان تورغينيف قد زرعها قبل 198 عاماً.

القرار الجديد الذي أقدمت عليه مجموعة "مسابقة شجرة العام الأوروبية" هو آخر الأمثلة على الجهود  الرمزية المبذولة لعزل روسيا عن بقية العالم، بسبب الحرب على أوكرانيا.

مسابقة شجرة العام الأوروبية

فيما قال منظمو واحدةٍ من أكبر المسابقات المهتمة بالأشجار في بيانهم: "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد الهجوم غير المسبوق من القيادة الروسية على دولةٍ مجاورة".

يذكر أن مسابقة شجرة العام الأوروبية قد تأسست في عام 2011 باعتبارها وسيلةً للاحتفاء بتاريخ الأشجار القديمة، وتطوير الروابط بين الشعوب حول أكثر موضوعٍ يمكن أن يتسم بالحياد: الأشجار. لكن تصاعد الحرب في أوكرانيا وضع المسابقة المخصصة للاحتفال بالأشجار في موقفٍ عجزت معه عن البقاء بمنأى عن السياسة العالمية.

حيث أعلن المنظمون هوية الفائز لعام 2022 خلال حفل توزيع الجوائز في بروكسل يوم الثلاثاء 22 مارس/آذار 2022: بولندا بشجرة بلوط عمرها 400 عام، ويقول المنظمون إنها أصبحت رمزاً لمقاومة بولندا ضد الهجوم واستقبالها الحار للاجئين من أوكرانيا.

فيما تقع الشجرة البولندية في غابة بياوفيجا، آخر الغابات البدائية بالأراضي المنخفضة في أوروبا، والتي تمتد بطول الحدود بين بولندا وبيلاروسيا. إذ بدأ عمال البناء عام 2022 في العمل على جدارٍ معدني بطول 185 كم وارتفاع 5.5 م داخل الغابة، وغرضه هو منع عبور المهاجرين من بيلاروسيا إلى بولندا (وغالبيتهم من الشرق الأوسط وإفريقيا).

شجرة رمز للاحتجاج 

كانت هذه الشجرة رمزاً للاحتجاج ضد الجدار عند الإعلان عن مرشحي المسابقة مطلع عام 2022 في مطلع فبراير/شباط 2022 بحسب جوزيف جاري، أحد منظمي المسابقة. لكن هجوم روسيا على أوكرانيا دفع بأكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى الفرار حول أوروبا، لتتحول الشجرة إلى رمزٍ للحماية التي وفرتها بولندا لبعضهم.

في حين تشارك بعض الدول في المسابقة بحماسٍ أكبر من غيرها. حيث قال روب ماكبرايد، مسؤول الاتصال البريطاني للمسابقة، إنه يعاني كل عام من أجل تعبئة الدعم للمسابقة داخل بريطانيا- التي لم تفُز بها مطلقاً.

في السياق ذاته اعترض روب ماكبرايد مسؤول الاتصال البريطاني للمسابقة على استبعاد روسيا من المسابقة، لأنه قال إن أكثر ما يجذبه في الأشجار هو ارتباطها بالتواريخ المشتركة بين الشعوب. وأردف: "أفضل إبقاء السياسة بعيداً عن مشروعات الطبيعة، وخاصةً الأشجار. فالأشجار ليست سياسية".

قرار صعب

أما جوزيف جاري، أحد منظمي المسابقة المقيم في بروكسل، فقال إن قرار الانضمام إلى المجموعات الثقافية والرياضية الأخرى في مقاطعة روسيا كان قراراً صعباً.

كذلك فقد أضاف: "أتصور العديد من الروس العاديين الذين خاب أملهم بشدة بعد أن صوتوا لشجرتهم المحبوبة دون أن تكون لهم أي مصالح سياسية". لكنه أردف أن المنظمين شعروا بضرورة الاحتجاج ضد هجوم الرئيس فلاديمير بوتين على أوكرانيا. وربما تكون الجهود الشعبية رمزيةً بشكلٍ كبير ولا تحمل نفس ثقل العقوبات والقيود الأخرى المفروضة على المؤسسات المالية الروسية، لكنها تترك الروس في معزلٍ عن بقية العالم.

الانسحاب من المسابقة

في رسالةٍ إلى منظمي المسابقة، قال مسؤول الاتصال الروسي للمسابقة سيرغي بالشيكوف إن روسيا ستنسحب من المسابقة إلى أجل غير مسمى وستركز على مسابقتها الوطنية.

أما لوديك نيدرماير، عضو البرلمان الأوروبي، فقال إنه يدعم قرار حظر روسيا من المسابقة بالكامل، لأنه من غير المقبول أن يجري الاحتفال مع الروس في الوقت الراهن، بالنظر إلى الأوضاع المتكشفة في أوكرانيا. وأوضح أن مسابقاتٍ مثل شجرة العام تساعد على التفاعل بين أفراد الجمهور، وأكّد أهمية التفاعل والوعي من أجل بناء عالمٍ أكثر سلاماً وترابطاً.

كذلك قال نيدرماير: "هذه المسابقات تجعل الناس أكثر نشاطاً، والأفراد النشطون يهتمون بما يدور من حولهم. ومسابقة الأشجار تظهر لنا أننا مختلفون، لكننا نتشابه في العديد من الأشياء. ولهذا يمكننا أن نتحدث إلى بعضنا البعض، ونتنافس ونتعاون فيما بيننا".

تحميل المزيد