كشفت وسائل إعلام أمريكية، الأربعاء 1 سبتمبر/أيلول 2021، أن واشنطن عقدت "اتفاقاً سرياً" مع حركة طالبان يقضي بأن يقوم أفراد الحركة بمصاحبة الرعايا الأمريكيين إلى بوابات مطار كابول بينما يغادرون أفغانستان، وفقاً لمسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية.
يأتي ذلك بينما قال الرئيس جو بايدن، الثلاثاء 31 أغسطس/آب، إن 98 في المئة من الأمريكيين الذين كانوا يريدون مغادرة أفغانستان تمكنوا من ذلك، وإن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بمساعدة ما تبقى من الأمريكيين الذين ينوون مغادرة أفغانستان والذين يتراوح عددهم بين 100 و200 شخص.
تنسيق واشنطن مع طالبان
وفق ما ذكره موقع شبكة "CNN" الأمريكية، كشف أحد المسؤولين أن القوات الخاصة الأمريكية فتحت بوابة سرية في المطار وأسست "مركز اتصال" لمساعدة الأمريكيين في عملية الإخلاء.
قال مسؤولان في البنتاغون إنه تم إبلاغ الأمريكيين بالتجمع في "نقاط حشد" قريبة من المطار تقوم فيها طالبان بجمع الأمريكيين والتأكد من معلوماتهم الشخصية ومصاحبتهم لمسافة قصيرة إلى البوابة التي يحرسها أفراد القوات الأمريكية الذين كانوا جاهزين للسماح للرعايا بالعبور إلى الداخل وسط جماهير غفيرة من الأفغان الذين كانوا يريدون مغادرة البلاد.
كما أوضحت الشبكة أنه كان باستطاعة عناصر الجيش الأمريكي رؤية الأمريكيين بينما يصطحبهم أفراد من الحركة إلى بوابات الطائرات في محاولة لتأمينهم وضمان سلامتهم.
فضل المسؤولان عدم الكشف عن هويتيهما نظراً لحساسية التنسيق الذي لم يتم بشكل كامل قبل الآن بسبب مخاوف أمريكية حول رد فعل طالبان من أن أي أخبار علنية بالإضافة إلى وجود خطر قيام داعش خراسان بشن هجمات على الأمريكيين في حال علمه بأنهم متجمعون في مناطق معينة، حسبما قال المسؤولان.
"رحلة آمنة" للأمريكيين
كما أكد مسؤولو إدارة بايدن أن الحركة كانت متعاونة خلال فترة الإخلاء، وأشار مسؤولون رفيعو المستوى إلى أن الحركة التزمت بتوفير "رحلة آمنة" للأمريكيين.
قال أحد المسؤولين إن عمليات الاصطحاب حدثت في أوقات متعددة خلال اليوم، وكانت إحدى نقاط التجمع وزارة الداخلية الأفغانية المحاذية للمطار، وقد أُبلغ الأمريكيون عبر الرسائل النصية، عن الأماكن التي يجب أن يتجمعوا بها.
فيما نقلت قناة "NBC" الأمريكية عن أحد مساعدي عضو بالكونغرس قوله إن طالبان "حمت مواطنين أمريكيين من هجوم إرهابي محتمل قرب مطار كابول".
كما أشار نفس المصدر إلى أن طالبان أوقفت حافلة باتجاه مطار كابول قبيل إتمام انسحابنا لاحتمال وجود قنابل.
بينما نقلت عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن مستوى التنسيق والمساعدة التي قدمتها طالبان "تجاوز بكثير ما تحدث عنه قادتنا علناً".
بريطانيا على خُطى أمريكا
فقد فتحت بريطانيا محادثات مع حركة طالبان لتأمين "مرور حر" لرعاياها وحلفائها إلى خارج أفغانستان بعد سيطرة الحركة الإسلامية المتطرفة على البلاد.
أكدت الحكومة البريطانية، الأربعاء، توجه الممثل البريطاني الخاص لعملية الانتقال في أفغانستان، السير سايمن غاس، إلى الدوحة للقاء قادة طالبان.
إذ قال متحدث باسم الحكومة، في بيان، إن غاس "يلتقي ممثلين كباراً من طالبان لتأكيد أهمية مرور حر من أفغانستان للمواطنين البريطانيين والأفغان الذين عملوا معنا"، وهو أول تأكيد علني لوجود مساعٍ دبلوماسية بين لندن وطالبان.
كانت لندن انضمت إلى الولايات المتحدة في عملية ضخمة لإجلاء أكثر من مئة ألف شخص من أفغانستان بعد استسلام الجيش الأفغاني لطالبان.
فيما واجه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، انتقادات واسعة بعد التخلي عن آلاف الأفغان الذين ساعدوا حلف شمال الأطلسي في بلدهم.