قالت شبكة CNN الأمريكية، الأحد 22 أغسطس/آب 2021، إن الجيش الأمريكي استقر على توفير "طرق بديلة" للأشخاص الراغبين في الوصول إلى مطار كابول، وسط تحذيرات من استهداف محتمل بشكل كبير قد ينفذه تنظيم "داعش" على المطار ومحيطه، وفقاً لمسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية.
كانت الولايات المتحدة قد نصحت رعاياها في أفغانستان، السبت، بعدم الذهاب إلى مطار كابول، بسبب ما وصفته بـ"التهديدات المحتملة"، وذلك مع سعي البعض إلى الفرار من البلاد، بعد أسبوع تقريباً من سيطرة حركة طالبان على البلاد.
من جانبه، قال أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية: "هناك احتمال قوي بأن يحاول تنظيم داعش خراسان تنفيذ هجوم في المطار".
ويراقب البنتاغون الوضع حول المطار، مؤكداً أن الحشود الضخمة على أرض المطار تشكل هدفاً لداعش والمنظمات الأخرى، التي قد تستخدم العبوات الناسفة المحمولة على السيارات أو الانتحاريين لمهاجمة المطار، حسبما قال مسؤول آخر.
وأشار المسؤول إلى أن الهجمات بقذائف الهاون هي تهديد آخر محتمل.
وقال المسؤول إن تطوير هذه "الخطط المتطورة" هو استجابة للتغير السريع للوضع على الأرض والحشود المتزايدة بسرعة حول المطار.
وأكد دبلوماسي كبير في كابول أنهم على دراية بتهديد موثوق به، ولكن ليس فورياً من قبل داعش، ضد الأمريكيين في مطار كابول.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، جون كيربي، في مؤتمر صحفي السبت: "هناك مجموعة كاملة من المخاوف الأمنية لدينا، الفكرة هي إخراج أكبر عدد ممكن من الأشخاص بأسرع ما يمكن، هذا هو التركيز".
الاستعانة بطائرات مدنية
وفي سبيل تحقيق ذلك، قال مسؤولان لرويترز، السبت، إن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت شركات الطيران الأمريكية أنها قد تصدر أوامر لها للمساعدة في نقل الأشخاص الذين يجري إجلاؤهم من أفغانستان.
حيث قال مسؤول، تحدّث شريطة عدم نشر اسمه، إن "أمر تحذير" صدر لشركات الطيران يوم الجمعة، يبلغها بإمكانية استخدامها، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من نشر تلك الأنباء.
كما قال المسؤول إن الطائرات المدنية لن تدخل أفغانستان، لكنها ستنقل بدلاً من ذلك من تم إجلاؤهم من القواعد الجوية في مواقع تشمل الشرق الأوسط وألمانيا.
حشود متزايدة
وقد تزايدت الحشود في المطار، بينما حثّ مقاتلو حركة طالبان مَن لا يملكون وثائق سفر على العودة إلى ديارهم. وقال مسؤولون بحلف شمال الأطلسي وطالبان إن ما لا يقل عن 12 شخصاً قُتلوا في المطار وحوله منذ الأحد الماضي.
فيما أكد المسؤول في حلف شمال الأطلسي، الذي رفض الإفصاح عن هويته، أنه تم إجلاء نحو 12 ألف أجنبي وأفغاني يعملون لدى السفارات وجماعات الإغاثة الدولية من أفغانستان، منذ دخول طالبان العاصمة، مشيراً إلى أن "عملية الإجلاء بطيئة، لأنها محفوفة بالمخاطر، لأننا لا نريد أي شكل من أشكال الاشتباكات مع أعضاء طالبان أو المدنيين خارج المطار".
المسؤول أضاف: "لا نريد أن نبدأ لعبة إلقاء اللوم فيما يتعلق بخطة الإجلاء".
من جهته، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الوضع خارج مطار كابول بأنه "رهيب وصعب للغاية"، فيما تضغط بعض الدول الأعضاء من أجل استمرار عمليات الإجلاء إلى ما بعد الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة، والذي يحل في 31 أغسطس/آب الجاري.
في المقابل، أكد مسؤول من طالبان لوكالة رويترز أن الفوضى حول مطار كابول ليست مسؤولية طالبان، مضيفاً: "كان يمكن للغرب أن تكون لديه خطة أفضل للإجلاء".