حذّرت جياشري أيير، المديرة التنفيذية لمنظمة Access to Medicine Foundation غير الربحية، من انتشار جائحة جديدة، قد تكون أخطر من كورونا، مشددة على أن كبرى شركات الأدوية في العالم غير مستعدة للجائحة القادمة، برغم تزايد الاستجابة لانتشار مرض كوفيد-19.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2021، فإن الأمر يتعلق بانتشار فيروس نيباه في الصين، بمعدل وفيات يصل إلى 75%، والذي وصفته المتحدثة ذاتها بأنه قد يكون مصدر الجائحة الكبيرة الخطيرة القادمة، وذلك وفق تقرير صادر عن هذه المنظمة المستقرة في هولندا وتحصل على تمويلاتها من الحكومتين الهولندية والبريطانية وحكومات أخرى.
أعراض أخطر من كورونا
تؤكد جياشري أيير أن "فيروس نيباه يعد مرضاً معدياً آخر يشكل قلقاً كبيراً. يمكن أن ينفجر نيباه في أي وقت. ويمكن أن تكون الجائحة القادمة لعدوى مقاومة للعقاقير".
كما أوضحت الصحيفة أن فيروس نيباه يمكن أن يسبب مشكلات تنفسية خطيرة والتهاباً في المخ، وتتراوح معدلات وفاة المصابين به بين 40% و75%، اعتماداً على مكان تفشي المرض.
وتعد خفافيش الفاكهة المضيف الطبيعي للفيروس. ولعل انتشار الفيروس في بنغلاديش والهند يرتبط بتناول عصير النخيل.
تجدر الإشارة إلى أن المرض الذي يسببه الفيروس هو واحد من 16 مرضاً معدياً حددتها منظمة الصحة العالمية، ووصفتها بأنها تشكل مخاطر صحية عامة خطيرة، حيث لا يوجد أي مشروعات لمواجهتها لدى خطوط إنتاج كبرى شركات الأدوية، بحسب تقرير منظمة Access to Medicine Foundation، الذي يصدر كل سنتين.
شركات الأدوية غير جاهزة
التقرير الذي أصدرته هذه المنظمة يشير إلى أنه برغم التحذير منذ سنوات بأن الفيروسات التاجية المستجدة، التي ينتمي إليها فيروس كورونا، يمكن أن تسبب حالة طوارئ صحية عالمية، لم تكن شركات الأدوية والمجتمع كله، مستعدة لجائحة كوفيد-19.
فيما لم يكن هناك كذلك أي مشروعات لدى شركات صناعة الأدوية حول الأمراض التي تسببها الفيروسات التاجية، قبل تفشي مرض كوفيد-19. ولكن عندما تحول إلى جائحة عالمية، طورت شركات الأدوية في غضون شهور عديداً من اللقاحات. إذ إن 63 لقاحاً ودواءً لكوفيد-19 جرى الموافقة عليها، أو لا تزال في مرحلة التطوير.
تمثل مقاومة المضادات الميكروبية كذلك مخاطر كبيرة، التي يعزى جزء منها لشح المضادات الحيوية في الدول ذات الدخول المنخفضة.
وقالت جياشري: "فيما يتعلق بمقاومة المضادات الميكروبية، لدينا مضادات حيوية لا تزال تعمل، لكن الوقت ينفد منا دون تطوير بدائل. مرض السل، الذي اعتقدنا أنه يمكن التخلص منه، يصبح شائعاً في بعض المجتمعات بسبب السلالات المقاومة لعديد من العقاقير".
كما حذرت من وقوع جائحة للأمراض المقاومة للمضادات الميكروبية، حيث تكون مسببات الأمراض المقاومة للأدوية- وهي الكائنات الحية التي تسبب المرض- هي الأمر الشائع عالمياً، عندها ستكون حتمية إلا إذا التزمت شركات الأدوية بتطوير بدائل للمضادات الحيوية.