كشفت صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن شحن شركة فايزر وشريكتها بيونتيك 50 مليون جرعة بنهاية عام 2020، في انخفاض من التقديرات الأولية بطرح 100 مليون جرعة، بعدما أصبحت بريطانيا أول دولة غربية تصدر ترخيصاً بالاستخدام الطارئ للقاح.
إذ قالت متحدثة باسم الشركة لصحيفة The Wall Street Journal: "استغرقت زيادة سلسلة توريد المواد الخام أكثر من المتوقع، ومن المهم تسليط الضوء على أنَّ التجربة الإكلينيكية جاءت في وقت متأخر بعض الشيء عن توقعات الطرح الأولية".
كما من المتوقع تسليم الجرعات الأولى من لقاح فايزر في الولايات المتحدة إلى ولاية نيويورك في 15 ديسمبر/كانون الأول، وبعدها بأسبوع تسليم لقاح شركة موديرنا الأمريكية، إذا حصل كلاهما على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في الموعد المحدد.
مخاوف بشأن شحن اللقاح: إذ كان هدف فايزر هو 100 مليون جرعة حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني عندما أصبح من الواضح أنَّ عقبات سلسلة التوريد أصعب من قدرتها على الالتزام بالجدول الزمني لنهاية العام.
وبدأت المخاوف تزداد في الشهر الماضي من أنَّ شحن لقاحات "كوفيد-19" في درجة حرارة تحت الصفر يمكن أن يؤدي إلى فشل واسع النطاق للجرعات إذا أدى سوء التوزيع إلى تأخيرات وانتهاء الصلاحية.
وحذَّر الخبراء من أنَّ ظروف التجميد الشديد اللازمة للحفاظ على اللقاحات تشكل خطراً كبيراً على فاعليتها، في الوقت الذي تتدافع فيه الدول والجيش وخطوط الطيران وشاحنات البضائع والخدمات الصحية لنقل عشرات الملايين من الجرعات إلى جميع أنحاء البلاد وتوزيعها.
تحديات جديدة: يجب الاحتفاظ بلقاح فايزر عند درجة حرارة -70 سلزيوس، بينما يحتاج لقاح موديرنا إلى البقاء عند درجة حرارة -20 سلزيوس ومع وجود مواد خطرة مثل الثلج الجاف اللازمة للحفاظ على البرودة الشديدة، يمكن أن تؤدي متطلبات التخزين ودرجة الحرارة إلى فترة تسليم مدتها 4 أيام.
وبالنسبة للقاح فايزر، فإنَّ من شأن ذلك إعطاء نافذة تسليم مدتها 6 أيام لتوصيل نحو 5000 جرعة – أو 833 في اليوم – قبل أن يصبح محلول التخزين الخاص بالشركة دافئاً جداً وتفقد الجرعات فاعليتها.
إذ قال أحد الأشخاص الذين شاركوا مباشرة في تطوير لقاح فايزر لصحيفة The Wall Street Journal: "لقد تأخرنا. بعض الدُّفعات الأولى من المواد الخام فشلت في استيفاء المعايير. صحيح أننا أصلحناها، لكن نفد الوقت منا لتلبية الشحنات المتوقعة لهذا العام".
على الرغم من أنَّ شركة فايزر ستفشل في تحقيق هدفها لعام 2020، لكنها تعمل في الموعد المحدد لتغطية النقص البالغ 50 مليوناً في عام 2021 مع زيادة الإنتاج لتصنيع 1.3 مليار جرعة بحلول نهاية العام المقبل، وفقاً لتقرير The Wall Street Journal.
لم تؤكد المصادر للصحيفة إذا كان النقص في المواد الخام من المُوردِين الأمريكيين والأوروبيين هو السبب في تأخير زيادة الإنتاج.
فيما قال الشخص المُطلِع على تطوير لقاح شركة فايزر للصحيفة: "بالنسبة لهذه النقطة، حدث كل شيء في وقت واحد. فقد بدأنا في إنشاء سلسلة التوريد في مارس/آذار، بينما كان اللقاح لا يزال قيد التطوير. وهذه سابقة هي الأولى من نوعها".