حقق حزب العمال في نيوزيلندا، بزعامة رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، فوزاً ساحقاً في الانتخابات العامة التي جرت السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فيما اعتبره معلقون سياسيون مكافأة من الشعب على نجاحها "الحاسم" في التصدي لفيروس كورونا.
وكالة رويترز أكدت أن حزب العمال (يسار الوسط) الحاكم في نيوزيلندا بزعامة أرديرن، قد حقق على الأقل حتى الآن، بعد فرز 77% من الأصوات، 64 مقعداً من أصل 120 مقعداً في البرلمان، وهو ما يؤهله لتشكيل حكومة بمفرده، في حادثة هي الأولى في البلاد منذ عام 1996.
وقد نالت أرديرن (40 عاماً) وهي أصغر امرأة تقود بلداً في العالم، شعبية كبيرة بسبب تصديها القوي لجائحة كورونا وكذلك أسلوب تعاملها مع جريمة إطلاق النار التي ارتكبها العام الماضي أحد المتعصبين البيض في أسوأ جريمة قتل جماعي بالبلاد.
"انتخابات كورونا": وعززت رئيسة وزراء نيوزيلندا حظوظها في الفوز بالانتخابات بعدما حظيت استراتيجية حكومتها في مكافحة الوباء بترحيب منظمة الصحة العالمية.
حيث سجلت نيوزيلندا التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، 1514 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، من بينها 25 وفاة فقط، وذلك إلى حد ما نتيجة إجراءات العزل العام التي فرضتها سريعاً.
من جانبها، أشارت أرديرن في تجمع انتخابي بالعاصمة ولنغتون قبل الانتخابات بأيام إلى نجاحها في مكافحة كورونا بالقول: "على الرغم من عدم وجود كتيب إرشادي لمواجهة كوفيد-19، فقد عملنا بجد وبشكل مبكر والتزمنا باستراتيجية للقضاء عليه".
وتساءلت الزعيمة العمالية خلال حملتها "من المؤهل أكثر لضمان أمن النيوزيلنديين؟"، مؤكدة أنها استطاعت وضع نيوزيلندا على الطريق الصحيح نحو الإنعاش.
وشددت أرديرن أيضاً أكثر من مرة على ضرورة أن "نقف جنباً إلى جنب في الأوقات الصعبة"، في تذكير بأن البلاد شهدت في القسم الثاني من ولايتها أزمات غير مسبوقة.
مجزرة المسجدين: فقد تعرضت رئيسة الوزراء لاختبار صعب في مارس/آذر 2019 عند تعرض البلاد لهجوم إرهابي هو الأسوأ بتاريخ نيوزيلندا، بقيام رجل مؤمن بتفوق العرق الأبيض بقتل 51 مصلياً في مسجدين في كرايستشرش (جنوب).
لكن أرديرن أثارت حينها الإعجاب بأسلوبها وتعاطفها مع الضحايا واستجابتها السياسية للأزمة، لا سيما في قرارها فرض قيود على حيازة السلاح وحثها على ضرورة احتواء خطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي.
أعقب هذه المأساة انفجار بركاني أودى بحياة 21 شخصاً في ديسمبر/كانون الأول هذا العام، وتبعه تفشي وباء كورونا.
وقالت أرديرن قبل أيام من فوزها الساحق بالانتخابات: "أياً ما تكون الأزمة التي نمر بها، أضمن لكم دوماً أنني سأعطي كل ما لدي (…) حتى ولو انطوى ذلك على تضحية كبيرة".