كشفت تقارير علمية، عن عودة انتشار وباء تاريخي خلال السنوات الأخيرة في كثير من مناطق العالم، بعد أن كان قد اعتقد العلماء أنهم تمكنوا من القضاء عليه بشكل نهائي، وأضافت أن مرض "الحمى القرمزية" يمكن أن يصيب أكثر من 600 ألف شخص، ويهدد الأطفال بشكل خاص.
تعتبر الحمى القرمزية مرضاً مُعدياً ناجماً عن جرثومة تسمى العصية البكتيرية، وتعالَج بالمضادات الحيوية. ونادراً ما تظهر لدى البالغين، وتتميز بارتفاع درجات الحرارة والخناق وبقع حمراء على الجسم. وإذا ما أصيب بها الأطفال، فإن الأطباء يوصونهم بملازمة المنزل والعزلة طوال 15 يوماً.
مرض قاتل يهدد الأطفال: دراسة جديدة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية، الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أوضحت أن مرض الحمى القرمزية من الأمراض القاتلة وبدأ ينتشر من جديد، ويمكن أن يصيب أكثر من 600 ألف شخص.
إذ كانت الحمى القرمزية السببَ الرئيسي لوفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم الغربي، وتم القضاء عليها تقريباً بفضل طب القرن الـ20.
يمكن أن تكون أعراض المرض خفيفة مثل الإصابة بحالة غير مريحة من التهاب البلعوم أو طفح جلدي، أو شديدة مثل الصدمة السامة التي تسبب فشل الأعضاء.
قام فريق دولي من الباحثين بدراسة الجينات العقدية مجموعة أ، وتمكَّن من تحديد مجموعة متنوعة من المستضدات الفوقية (تُسببها الميكروبات المسببة للأمراض) التي تنتجها سلالة معينة واحدة من البكتيريا من شمال شرقي آسيا.
فيما لاحظ الفريق أن نوعاً من هذه المستضدات يمنح البكتيريا وسيلة جديدة ذكية للوصول إلى داخل الخلايا المضيفة، وهو أمر لم يسبقه مثيل بين البكتيريا.
كما خلص الفريق إلى أن البكتيريا تعلمت خدعة جديدة من تلقاء نفسها لغزو خلايا المضيف.
هل يتحول إلى وباء؟ رغم إمكانية انتقال عدوى الحمى القرمزية عبر الهباء الجوي مثل فيروس كورونا المستجد، فإن الخبراء يستبعدون تحوُّلها إلى وباء على غراره.
يقول عالم الأحياء الجزيئية في جامعة كوينزلاند، ستيفان بروير: "بعد عام 2011، أصبح الانتشار العالمي للوباء واضحاً من خلال تقارير عن تفشي المرض للمرة الثانية في المملكة المتحدة، بدءاً من عام 2014، واكتشفنا الآن تفشي المرض المعزول هنا في أستراليا. وتسببت عودة ظهور الحمى القرمزية على مستوى العالم في زيادة معدل المرض بأكثر من خمسة أضعاف وأكثر من 600000 حالة حول العالم".
قاد بروير فريقاً دولياً من الباحثين، في دراسة حول جينات المجموعة A strep، وتمكَّن من وصف مجموعة متنوعة من المستضدات الفائقة التي تنتجها سلالة معينة من شمال شرقي آسيا.
كان من بينها نوع من المستضدات الفائقة يبدو أنه يمنح الغزاة البكتيرية طريقة جديدة ذكية، للوصول إلى الدواخل الداخلية لخلايا المضيف، لم يسبقه مثيل بين البكتيريا.
خصائص غريبة: تشير حداثة هذا البحث إلى أن هذه الفاشيات لا تنحدر من سلالات البكتيريا نفسها، التي انتشرت عبر المجتمعات في القرون الماضية.
بدلاً من ذلك، هي مجموعات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً من بكتيريا المجموعة A التي تعلَّمت خدعة جديدة أو اثنتين بمفردها. وإحدى الطرق التي يمكن أن تطور بها الكائنات الحية المتشابهة الخصائص نفسها، هي أن يقوم الانتقاء الطبيعي بشكل مستقل بضبط الجينات المشتركة بالطريقة نفسها.
لكن دراسات أخرى أشارت بالفعل إلى أن هذه السلالة من البكتيريا تلقت مساعدة على شكل عدوى خاصة بها، واحدة من نوع من الفيروسات يسمى العاثية.