كشف موقع "بلومبرغ" الأمريكي، الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن تركيا تخطط لإجراء اختبار شامل لنظام الدفاع الصاروخي إس -400 الذي اشترته من روسيا الأسبوع المقبل، وفقاً لما نقله الموقع عن أشخاص مطلعين على الأمر.
حسب مصادر الموقع الأمريكي فإن القوات الجوية التركية لن تشغل البطاريات، ولكن معدات الاختبار بالإضافة إلى استعداد الأفراد الأتراك في موقع في ولاية سينوب على ساحل البحر الأسود. فيما امتنعت وزارة الدفاع التركية عن التعليق.
صفقة "مثيرة للجدل": منذ أن أتمّت تركيا صفقة السلاح الجوي الروسي في 2017 والتي تُقدَّر بـ2.5 مليار دولار، اندلع صِدام بين واشنطن وأنقرة حول الخطوة غير المسبوقة. وأصرت الولايات المتحدة مراراً على أنَّ شراء تركيا، وهي عضوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، منظومة صواريخ روسية متطورة "خطوة مرفوضة وغير مسؤولة".
كما شددت واشنطن أيضاً على أنَّ تشغيل "إس-400" الروسية ومقاتلات الجيل الخامس "إف-35 لايتنيغ 2" الأمريكية في الجيش نفسه، قد يُمكِّن روسيا من استخلاص معلومات حساسة عن قدرات التسلل والتخفي لمقاتلات الشبح الأمريكية.
بيد أنَّ تركيا أصرت على أنَّ هذه المخاوف واهية ومضت في طريقها بصفقتها الكبرى، وبعد ذلك، علَّقت الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج "جوينت سترايك فايتر" لمقاتلات "إف-35″، ومنعتها أيضاً من شراء هذا الطراز من الطائرات لقواتها الجوية، وبدأت في استبعادها من برنامج إنتاج الطائرات المربح.
إلى جانب ذلك، أدرجت عملية شراء "إس-400" تركيا ضمن الدول التي ينطبق عليها قانون "مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات"، غير أنَّ إدارة ترامب تجنبت فرض عقوبات على أنقرة بموجب القانون حتى تاريخه.
ضرورة عسكرية لأنقرة: إقدام تركيا على إتمام الصفقة الروسية كان حتمياً من الناحية العسكرية، بحسب ما أكده وزير الدفاع التركي حيث إن القرار تم اتخاذه عام 2017 بعد فشل المفاوضات لشراء منظومة باتريوت حيث وصف القرار بأنه "لم يكن اختياراً بقدر ما كان ضرورة حتمية"، في ضوء تهديد الصواريخ الباليستية في المنطقة.
كانت الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا قد قامت عام 2015 بسحب أنظمة باتريوت من شرق تركيا، والتي كانت موجودة كجزء من منظومة الدفاع الخاصة بحلف الناتو، وذلك رغم وجود الحرب الأهلية السورية والتي تمثل تهديداً لتركيا، وجاءت تلك الخطوة بعد أن قامت روسيا بتوفير دعم عسكري ضخم لقوات النظام السوري مما أدى لمخاوف من اندلاع مواجهات بين الناتو وروسيا.
المكاسب العسكرية والسياسية من وراء الصفقة ليست هي الجانب الأبرز، بل الشق الاقتصادي المتمثل في مشاركة تركيا في تصنيع أجزاء من منظومة S-400 على أراضيها، والأهم هو المشاركة في تصنيع أجزاء أهم في الجيل الأحدث من تلك المنظومة الصاروخية وهو S-500، بحسب التقارير الصادرة من أنقرة وموسكو.
من الناحية العسكرية، هناك إجماع بين خبراء التسليح على أن روسيا ومن قبلها الاتحاد السوفييتي تتفوق في مجال أنظمة الدفاع الصاروخية على الغرب، بينما يتفوق الغرب في مجال الطائرات الهجومية.
"الروس ومن قبلهم الاتحاد السوفييتي كانوا وما زالوا يتمتعون بالتفوق في مجال تكنولوجيا الصواريخ، والسبب هو أن الأمريكان والغرب ينتجون طائرات حربية أفضل،" بحسب ريتشارد كونولي الخبير العسكري البريطاني لدويتش فيله.
توضح هذه الحقيقة المقارنة بين نظامي S-400 الروسي ونظيره الغربي باتريوت، حيث يتفوق النظام الروسي في كل الجوانب التشغيلية والعملية وأيضاً الاقتصادية.