كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، الخميس 1 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن الإمارات قدمت لرئاسة الشرطة الدولية (الإنتربول) مرشحاً، متهَماً بالإشراف على تعذيب أكاديمي بريطاني، حينما كان قائداً لشرطتها عام 2018.
الصحيفة نوهت، في تقرير حصري لها، بأن الإمارات تحاول وبشكل فعلي وجدي شراء مكان قوي لها على رأس "الإنتربول"، من خلال الدفع بأحد رجالها لرئاسة المنظمة المهمة دولياً.
الصحيفة نشرت تقريرها الذي أعده مراسلها جيمي جونسون بعد أن اطلع على وثائق مسربة تشير إلى أنه من المرشحين المحتملين لقيادة المنظمة الدولية، قائد الشرطة الإماراتي اللواء أحمد ناصر الريسي، والذي تتهمه منظمات دولية حقوقية بانتهاك حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وتعذيب المعتقلين بمن فيهم الطالب الأكاديمي البريطاني من جامعة درم، ماثيو هيدجيز.
كما اطلعت الصحيفة على أوراق الحملة الانتخابية لـ"اللواء المبتسم"، كما سمته، وهي تظهر الجوائز والأوسمة والرتب التي حصل عليها، وكذلك مؤهلاته التعليمية بما فيها "دبلوم في إدارة الشرطة" من جامعة كامبريدج.
فوز شبه مضمون: الصحيفة فتحت الأسئلة حول تأثير الإمارات على منظمة "الإنتربول"، وسط تكهنات بأن مرشحها قد ضمن فوزه.
فقد أشارت الصحيفة إلى أن الإمارات أعلنت في 2017 عن تقديم 50 مليون يورو لدعم سبعة مشاريع لمكافحة الإرهاب والجريمة للمنظمة الدولية، فيما قال الأمين العام للمنظمة يورغين ستوك الذي سبق أن ظهر في صورة مع الريسي، إن "سخاء الإمارات ومساهمتها ستترك أثراً على عمل حفظ القانون وتقويته حول العالم".
المحامي في شركة "5 سانت أندروز هيل" والمتخصص بالقانون الجنائي الدولي "بن هيل" قال للصحيفة إن "الإمارات تحاول وبشكل فعلي شراء مكانها في الإنتربول، وهذه أفضل فرصة لديهم ومرشحهم هو الريسي".
اتهامات مباشرة: تشير الصحيفة إلى اتهام وجهه طالب الدكتوراه البريطاني ماثيو للريسي بإعطائه كوكتيلاً من الأدوية المخدرة أثناء فترة سجنه بمزاعم التجسس، كما اتهمه مشجع كرة قدم بريطاني بإعطاء أوامر لتنفيذ عمليات تعذيب بحقه تشمل طعناً وصعقات كهربائية، وذلك بسبب ارتدائه قميصاً لمنتخب قطر.
أشارت الصحيفة إلى أن ماثيو هيدجيز اعتقل لمدة ستة أشهر في زنزانة انفرادية بعد اعتقاله في مطار دبي في مارس/آذار 2018، بشبهة التجسس لصالح المخابرات البريطانية الخارجية.
وقد أصدرت محكمة إماراتية حكماً عليه بالسجن مدى الحياة بعد جلسة استماع لم تستغرق سوى خمس دقائق، مع أن السلطات البريطانية نفت وبشكل علني أنه كان عميلاً لمخابراتها، لتنتهي الأزمة بعفو رئاسي بعد حملة من الضغوط الدولية.
من جانبها، أكدت الصحيفة أن اللواء الريسي كان بصفته مفتشاً عاماً لوزارة الداخلية الإماراتية مسؤولاً عن تنظيم وإدارة قوات الأمن والشرطة في الإمارات و"كان في النهاية مسؤولاً عن التعذيب والاحتجاز".
أما مشجع الكرة علي أحمد الذي اعتقل بسبب ارتدائه قميصاً لفريق منتخب قطر أثناء مباريات الدوري الآسيوي الذي عقد في الإمارات، فقد قال إنه تعرض للطعن بسكين جيب بصدره وذراعيه ولكم على وجهه ووضع كيس بلاستيكي على وجهه بشكل عرضه للاختناق كما حرقت ملابسه أثناء اعتقاله، حسبما نقلت الصحيفة.
قضى أحمد أسبوعين في السجن زعم فيهما كذلك أنه "تعرض للصعقات الكهربائية وحرم من الطعام والشراب وأجبر على توقيع اعتراف ولم يسمح له بالاتصال مع محام، كما زورت الشرطة تقريراً طبياً لإظهار أن الجراح التي أصيب بها هي بسبب إيذائه لنفسه".
يقول أحمد للصحيفة البريطانية إنه لا يصدق أنه بحاجة لمطالبة منظمة دولية للشرطة مثل "الإنتربول" ألا تنتخب شخصاً كان مسؤولاً عن تعذيبي، لكي يصبح رئيسها".
فيما علق هيدجيز على هذه المعلومات للصحيفة، مشيراً إلى أنه "من المثير للقلق أن الرجل الذي كان مسؤولاً عن تعذيب واعتقال الآخرين يتم التفكير حتى بانتخابه رئيساً".
وقد كتب كلاهما، هيدجيز وأحمد، إلى الأمين العام للإنتربول ستوك للتعبير عن القلق من حدوث ذلك.
وستعقد الجمعية العامة للمنظمة اجتماعها في الإمارات في كانون الأول/ديسمبر بعد تغيير المكان من أوروغواي.