غادر برلمانيون يمينيون وجمهوريون، الخميس 17 سبتمبر/أيلول 2020، اجتماعاً بالبرلمان الفرنسي؛ رفضاً لوجود طالبة محجبة في الاجتماع، معتبرين ذلك منافياً للقيم الفرنسية اللائكية، وذلك خلال جلسة كانت تناقش مستقبل الطلاب في فرنسا.
وأفادت آن كريستين لانغ، عضو حزب الجمهورية إلى الأمام الحاكم بفرنسا، في تغريدة عبر تويتر، بأنها ترفض وجود محجبة، وهي مريم بوجيتو رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون، في اجتماع للبرلمان قلب الديمقراطية.
كما أضافت: "بصفتي مُدافعة عن حقوق المرأة والقيم العلمانية، لا يمكنني قبول شخص يرتدي الحجاب في الاجتماع".
من جهة أخرى، قالت ساندرين مورتش المنتمية إلى الحزب الحاكم ورئيسة الجلسة، إن ردود الفعل خلال الجلسة كانت غير ضرورية.
كما أكدت أنه لا توجد قاعدة تمنع الناس من حضور الاجتماع بملابس دينية.
وأضافت أن الجدل الوهمي حول الحجاب لن يسمح بتحويل مسار الاجتماع الذي يناقش مستقبل الشباب.
يشار إلى أن مريم بوجيتو عُينت عام 2018، رئيسة للاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون المسمى اختصاراً بـ"أوناف"، وتعرضت لانتقادات شديدة اللهجة من عدد من الوزراء؛ على خلفية ارتدائها الحجاب، كانت أشهرها من صحيفة "شارلي إيبدو" المعروفة بعدائها للمسلمين.
وفق تقرير نُشر لصحيفة "20minutes" الفرنسية، يعود لسنة 2018، فإن مريم فرضت نفسها بقوة بين طلبة أعرق الجامعات الفرنسية، منذ أن حصلت على شهادة البكالوريا عام 2017، كما أنها تحلم بأن تشتغل مع منظمات غير حكومية، وتسعى أيضاً إلى أن تكون "فرنسا للجميع"، وليس لفئة معينة.
على مواقع التواصل الاجتماعي، اجتاحت موجة من التضامن "تويتر" مع مريم بوجيتو، معتبرين أن ما تعرضت له في قاعة مجلس النواب أمر عنصري، وهو الأمر الذي عبرت عنه أيضاً منظمة SOS_Racisme الفرنسية المناهضة للعنصرية.
فيما اعتبر العديد من الفرنسيين أن الحملات التي تُشن باسم العلمانية وقيم فرنسا، ليست سوى غطاء للهجوم على شخص مريم، والذي انطلق منذ عام 2018، كما تؤكد ذلك الفرنسية "فاليرين" في هذه التغريدة.
مريم أخذت على عاتقها أيضاً مسؤولية الدفاع عن النساء المحجبات في فرنسا "سواء كنا مسلمات أو غير مسلمات".