بدأت الشرطة في فرنسا عملية مطاردة واسعة لأشخاص يشتبه بقيامهم بعمليات قتل وتشويه مريعة للخيول في البلاد، منذ أشهر، الأمر الذي دفع السلطات إلى استخدام المروحيات للمشاركة في القبض عليهم، بعدما أثار هذا النوع من الجرائم غضباً واسعاً.
تحرك واسع من السلطات: هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ذكرت الإثنين 7 سبتمبر/أيلول 2020، أن فرنسا تستنفر لحل الجرائم الغامضة، وأن الشرطة بدأت بالفعل في مطاردة اثنين من المشتبه بهم في عمليات تشويه الخيول.
أشارت الهيئة إلى أنه تم نقل 40 ضابطاً بمروحية إلى بلدة لوسن قرب مدينة ديجون، بعد تعرض حصان لهجوم، صباح الأحد 6 سبتمبر/أيلول 2020، وأضافت أنه خلال الحادث الأخير اتصل صاحب الجواد بالشرطة في حوالي الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد رؤية أضواء مصباح في الحقل.
مكتب المدعي العام في دن، قال لوسائل إعلام محلية، إن الحصان أصيب في جانبه رغم أن الإصابة لم تكن شديدة.
وفي ظلّ عمليات القتل والتشويه التي تقع ضحيتها الخيول، يكثف أصحاب الخيول والإسطبلات من جهودهم لحماية حيواناتهم بالتعاون مع الدرك، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يستعرض سيباستيان لوكينا، أحد خيّالة الحرس الجمهوري، التدابير الواجب اتخاذها من "إزالة أرسان الأحصنة في المراعي، والتزوّد بكاميرات مراقبة إن أمكن، وإجراء دوريات ليلية، والاتصال بالشرطة على الرقم 17" في حال الاشتباه بأمر ما.
يشارك لوكينا في دورية خيّالة تابعة لدرك مدينة ليل-أدام، الواقعة شمالي فرنسا، وتقصد الإسطبلات لتعميم هذه التوجيهات.
استنفار متواصل: ويلتزم ديدييه فروشيه، الذي يدير نادياً يضمّ 80 خيلاً، بهذه التعليمات حرفيا، وقال للوكالة الفرنسية: "نعرف كلّ أحصنتنا خير معرفة، ونحن نبقى إلى جانبها على مدار الساعة تقريباً، ويقلقنا بالفعل ما يحدث".
في الأشهر الأخيرة أُبلغت السلطات عن حالات عدّة لقتل الخيول، قطعت فيها أحياناً آذان الدواب، وشوّهت الأعضاء التناسلية ومزّقت.
تستمر هذه الجرائم بينما لا تزال دوافع هذه الأفعال مجهولة، وما إذا كانت مدفوعة بكره للحيوانات أو بطقوس شعوذة، أم أنه تحدّ مشين راج بين روّاد الإنترنت؟ وهل يمكن أن تكون هناك أسباب طبيعية وراء هذه الظاهرة؟ كلّ الاحتمالات واردة في نظر المحققين.
لكن الأمر الوحيد المؤكّد هو "تعدّد الفاعلين وأساليب العمل"، على حدّ قول الكولونيل أوبير برسي دو سير، منسّق المديرية الفرعية للشرطة القضائية التابعة للدرك.
هذا الوضع الضبابي يثير القلق في نفوس أصحاب الخيول. ويقول فروشيه "نتساءل كلّ صباح عما ينتظرنا"، وهو لم يتوانَ عن الاستثمار في كاميرتي مراقبة، وهما عبارة عن جهازين صغيرين يسهل نقلهما يصوّران ويسجّلان الأجسام المتحرّكة.
يؤكّد فروشيه الذي يسعى إلى "طمأنة" الزبائن من خلال التدابير المتّخذة "لا نأبه للنفقات عندما يتعلّق الأمر بضمان أمن أحصنتنا".
مبادرات جماعية: وليل السبت الأحد، اعتمد الدرك تدابير مشددة في شرق فرنسا، في إطار التحقيق في هذه الحوادث الغامضة، وأُوفد إلى المنطقة يوم الأحد 6 سبتمبر/أيلول 2020، إلى جانب المروحيات، فريقٌ من كلاب مدرّبة إلى الميدان في منطقة كوت دور (الشرق)، بعدما أبلغ رجل باقتحام مرعاه وإصابة أحد خيوله إصابة بالغة في لون.
وعلى تخوم منطقة فيكسان يضيء مصباحان المراعي على مقربة من إحدى الغابات، وتُجري أودري برناي مع شريكها دوريتين ليلاً، للتأكد من أن خيولهما على خير ما يرام. وقد نزعت اللوحة التروجية لإسطبلها بانتظار أيام أفضل.
تقول الشابة التي دعت أصحاب الإسطبلات إلى اجتماع لتباحث الوضع: "نسعى إلى إرساء أسس مبادرات جماعية".
تأتي هذه المبادرات في الوقت الذي تغزي فيه معلومات تُنشر على شبكة الإنترنت من حالة الهلع بين الناس من هذه الجرائم الغامضة.
تقول بيغي التي لديها حصانان في مرعى خلف منزلها في منطقة إيفون، التي رُصدت حالات التشويه على مقربة منها: "أنا خائفة كثيراً وأعجز عن النوم… وأخشى كل صباح أن يكون أمر ما قد حدث من دون أن نسمعه"، وتمنت أن تنتهي هذه المأساة، وأن يتم الكشف عن ملابساتها.