قررت لجنة في البرلمان الهندي استدعاء كبار المسؤولين التنفيذيين لشركة فيسبوك، لاستجوابهم بشأن التحيز السياسي المزعوم لموقع الفيسبوك، ودوره في نشر خطاب الكراهية المعادي للمسلمين في الهند.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت إن جلسة استماع اللجنة البرلمانية، الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول، تأتي بعد ظهور مزاعم في صحيفة Wall Street Journal بأن مسؤول سياسة الشركة في الهند، أنخي داس، منع حذف المنشورات التي تحض على كراهية المسلمين ومعاداتهم، والتي نشرها أعضاء في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم (BJP)، للحفاظ على العلاقة الجيدة التي تجمع الشركة بالحكومة، غير أن الشركة نفت هذا الادعاء.
يُشار إلى أن الهند هي أكبر أسواق فيسبوك وأعلاها ربحاً، حيث يبلغ عدد مستخدمي الموقع في الهند 328 مليون مستخدم. ويبلغ عدد مستخدمي واتساب، الذي تملكه فيسبوك أيضاً، أكثر من 400 مليون مستخدم في الهند. ويعد حزب بهاراتيا جاناتا، الذي يضم أكثر من 16 مليون متابع على صفحته على فيسبوك أكبر مساهم في الإنفاق على إعلانات الفيسبوك في الهند، حيث دفع حوالي 626 ألف دولار على مدار الـ18 شهراً الماضية.
تعليق فيسبوك: متحدث باسم شركة فيسبوك قال: "نحظر خطاب الكراهية والمحتوى الذي يحرّض على العنف، ونطبّق هذه السياسات على مستوى العالم، دون اعتبار للموقف السياسي أو الانتماء الحزبي لأي شخص. ورغم علمنا بضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات، فإننا نحرز تقدماً في تطبيق هذه السياسة، ونراجع إجراءاتنا بصفة منتظمة لضمان الإنصاف والدقة".
غير أن أوش تيواري، رئيس مكتب قناة Swarajya Express التلفزيونية في ولاية تشهاتيسجاره، زعم أنه مُنع من الظهور في بث حي على الفيسبوك، في ديسمبر/كانون الأول، وحُذف مقطع فيديو له خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة ضد قانون الجنسية الجديد، لكن فيسبوك قالت إنها لم تفرض أي قيود على صفحته.
تيواري أضاف قائلاً: "أما حين هاجمتني مجموعات القومية الهندوسية مرات عدة على الفيسبوك بكلمات بذيئة ومحملة بالتهديدات، فلم يحذف الفيسبوك أياً من تلك المشاركات والتعليقات المسيئة، رغم الشكاوى والإبلاغ عنها".
منشورات كراهية ضد المسلمين: قبل أسبوعين في ولاية بنغالور، كتب شاب من أنصار حزب بهاراتيا جاناتا منشوراً استفزازياً معادياً للمسلمين على فيسبوك. وقد حُذف في وقت لاحق، ولكن بعد أن وقعت أحداث عنف قتل فيها ثلاثة أشخاص.
بالمثل، في مايو/أيار، نشر أرجون سينغ، عضو البرلمان من حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية البنغال الغربية، صورة على فيسبوك زعم زوراً أنها تصور هندوسياً تعرض لمعاملة وحشية على أيدي حشود المسلمين. وكتب فوقها: "إلى متى ستسيل دماء الهندوس في البنغال… لن نسكت إذا هاجم المسلمون الناس العاديين". وبعد 4 ساعات هجم حوالي 100 هندوسي على إحدى بلدات ولاية البنغال الغربية.
فيما لم تُحذف هذه المنشورات إلا بعد وقوع أعمال عنف، زعم مسلمون محليون أن منشورات سينغ هي التي حرضت عليها.
كما بدا أن فيسبوك أدى دوراً محورياً في أعمال الشغب التي وقعت في دلهي، في فبراير/شباط، وأدت إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً، وتدمير آلاف المنازل والعديد من المساجد.
ففي حين أن هذا الشغب ألحق ضرراً بكل من الهندوس والمسلمين، استهدف الغوغاء الشباب المسلمين بأعداد أكبر بكثير، وكثير منهم سافروا إلى المدينة بعد مشاهدتهم أخباراً زائفة انتشرت على نطاق واسع على فيسبوك، مفادها أن رموز المسلمين ينادون بطرد الهندوس من دلهي.
ودفع أحد هذه المنشورات، نشره عضو في حزب بهاراتيا جاناتا، كان أيضاً عضواً في المنظمة الهندوسية اليمينية المتشددة باجرانغ دال، المئات للتعليق على أنهم و"إخوانهم" الهندوس سينضمون إلى القتال للدفاع عن دلهي ضد المسلمين.
وأثناء أعمال الشغب، استخدم أعضاء العصابات الهندوسية موقع فيسبوك أيضاً لتمجيد عنفهم. ففي 24 فبراير/شباط، نشر أحد نشطاء منظمة باجرانغ دال مقطع فيديو يزعم فيه أنه "قتل مُلا (مصطلح مهين يُستخدم للإشارة للمسلمين)" وفي اليوم التالي كتب في منشور عام على فيسبوك أنه أرسل "جهادياً إلى الجنة" لتوه. ولم يوقف الفيسبوك حسابه إلا بعد حوالي ثلاثة أيام.
كما وثقت منظمة آفاز، غير الربحية، دور فيسبوك في نشر الانقسام الديني في ولاية آسام، في تقرير مفصّل خلص إلى أن الفيسبوك أصبح "بوقاً لنشر الكراهية". وتوصلت دراسة حديثة أخرى أجرتها منظمة Equality Labs إلى أن 93% من خطاب الكراهية الذي أَبلغت به فيسبوك لم يُحذف.