قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 296 أغسطس/آب 2020، إنه ليس من قبيل المصادفة أن الساعين إلى إقصاء بلادنا شرق المتوسط، هم أنفسهم الذين حاولوا الاستيلاء على أراضيها قبل قرن.
تصريح الرئيس التركي، جاء في رسالة نشرها الرئيس أردوغان، بمناسبة عيد النصر الذي تحتفل به تركيا في 30 أغسطس/آب من كل عام، ويتزامن مع تصاعد التوتر في شرق المتوسط بين أنقرة من جهة، واليونان وحلفائها من جهة أخرى.
وطننا الأبدي والخالد: وأوضح أردوغان أن كفاح الاستقلال الذي انطلق بقيادة المؤسس مصطفى كمال أتاتورك عام 1919، تكلل بنصر حتمي ودائم عبر معركة دوملوبينار، في 30 أغسطس/آب 1922.
أردوغان، أكد أن هذا النصر كان بمثابة إبلاغ جديد للعالم بأن "هذه الأراضي هي وطننا الأبدي والخالد"، وإعلان لنهوض وارتقاء وعودة أمة إلى مسرح التاريخ بعد أن أرادوا دفنها.
كما لفت إلى أن كفاح أنقرة مستمر حتى اليوم، وأن الأمة التركية لن تتردد إطلاقاً في إحباط مساعي فرض معاهدة "سيفر" جديدة اليوم في "الوطن الأزرق" (المياه الإقليمية)، مثلما حققت الاستقلال رغم الفقر وقلة الإمكانات.
قبل أن يختتم الرئيس التركي رسالته بالتأكيد على أنه "لا ينبغي لأحد أن يشك بإرادتنا في هذا الأمر وإيماننا الراسخ بالنصر".
تحمل المسؤوليات: رسالة الرئيس التركي تأتي بعد يوم واحد من رده على دعوة ألمانيا الاتحاد الأروبي إلى دعم اليونان في أزمة المتوسط.
إذ دعا أردوغان، الجمعة 28 أغسطس/آب 2020، حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى "تحمُّل مسؤولياته تجاه الخطوات الأحادية التي تتجاهل القانون الدولي، وتضر بالسلام الإقليمي شرقي المتوسط"، في إشارة إلى تحركات اليونان وحلفائها وتصاعد حدة التوتر بالمنقطة.
دعوة أردوغان وجهها إلى ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف "الناتو"، خلال مكالمة هاتفية جمعتهما، وفق ما أوردته دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، في بيان رسمي، أعلِنَ فيه أن الجانبين بحثا التطورات شرقي البحر المتوسط.
أردوغان أكد أن تركيا ستواصل حماية حقوقها ومصالحها في كل زمان ومكان، وأنها تؤيد حلاً عادلاً يعود بالفائدة على دول شرقي المتوسط كافة.
تهديد تركي: تصريح الرئيس التركي جاء بعد ساعات قليلة من تحذير مباشر وجهه وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إلى اليونان قال فيه: "إذا انتهكتم حدودنا فردُّنا معروف"، مؤكداً أن بلاده تدعم الحوار دائماً ولا ترغب في حدوث ذلك.
إذ أفاد أكار بأن تركيا منفتحة على الحوار لحل المشاكل العالقة في بحر إيجة، وأنها تريد السلام والرخاء، ولكنها في الوقت نفسه لا تفرط بحقوقها، موضحاً أن حل المشاكل العالقة بين تركيا واليونان يكون عبر اللقاء والحوار، وليس باللجوء إلى فرنسا والاتحاد الأوروبي، كما أشار أكار إلى أن بلاده ستكون سعيدة بكل قرار إيجابي من الجانب اليوناني.
كما أكد أن بلاده لن تسمح باغتصاب قطرة واحدة من مياهها الإقليمية.
وحذَّر من اختبار قوة تركيا، مشدداً على أن بلاده مصممة على صون حقوقها وحماية مصالحها.
فيما أبدى أكار استغرابه من منح جزيرة ميس مناطق صلاحية بَحرية بمساحة 40 ألف كيلومتر مربع وهي تبعد عن تركيا 2 كم فقط وعن اليونان نحو 600 كم.
من جانب آخر، أشار إلى أن سفينة "أوروتش رئيس" تقوم بأعمال البحث والتنقيب بشكل سلمي وداخل المياه التركية، في إطار حقوق بلاده المشروعة، لافتاً إلى أن عرقلة أعمال القوات التركية عبر إجراء مناوراتٍ شرقي البحر الأبيض المتوسط، حلم بعيد المنال، وأضاف: "ما نفعله هو إجراء مسح سيزمي بشكل سلمي للغاية".
تساءل أكار قائلاً: "ما معنى إجراء مناورات عسكرية والإتيان بالطائرات والسفن لمواجهة ذلك؟"، مؤكداً أن التصعيد لا يخدم أحداً.