أعلن رئيس وزراء أستراليا، الجمعة 28 أغسطس/آب 2020، أنه منفتح على المناقشات المتعلقة بما إذا كان برينتون تارانت (29 عاماً)، قاتل المصلين في مسجدي كرايستشيرش النيوزيلندية، يجب أن يقضي عقوبته في وطنه.
رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، قال حسب صحيفة The Times البريطانية إنه لم يتلقَّ طلباً رسمياً من نيوزيلندا بترحيل القاتل المدان إلى أستراليا، إلا أنه أبدى استعداده للتحدث عن هذه القضية مع نظيرته النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، مضيفاً أنه سيجري مناقشات مفتوحة وسينظر في الأمور المتعلقة بتلك المسألة، مشيراً إلى أن آراء العائلات المتضررة بحاجة إلى النظر فيها وأخذها في الاعتبار.
موريسون أضاف أن جميع الأستراليين وجميع النيوزيلنديين يرغبون في رؤية هذا الشخص محبوساً إلى الأبد وألا يرى ضوء النهار مرة أخرى، "وأنا أتفق معهم في ذلك. سواء أكان احتجازه في نيوزيلندا أم كان في أستراليا".
حديث موريسون جاء بعد أن طالب ونستون بيترز، نائب رئيس الوزراء النيوزيلندي، أستراليا بقبول المسؤولية عن برينتون تارانت، بعد أن أصدرت محكمة نيوزيلندية حكماً غير مسبوق ضده بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.
وقال بيترز إن نيوزيلندا عانت بالفعل ما يكفي من جرائم تارانت، ولا ينبغي أن تتحمل إضافة إلى ذلك، تكلفة الإبقاء عليه في سجن نيوزيلندي لما تبقى من حياته. وأضاف: "لقد عانى مجتمع الأقلية المسلمة وكل نيوزيلندا بالفعل بما يكفي، ولا حاجة بنا الآن بأن يزيد على ذلك دفع تكاليف سجن فلكية للحفاظ على سلامته وأمنه في منظومة السجن لدينا".
يُذكر أن تارانت وُلد وعاش في مدينة غرافتون، بولاية نيوساوث ويلز شمالي أستراليا، إلا أنه انتقل إلى نيوزيلندا في عام 2017؛ لتدريب نفسه على استخدام أسلحة هجومية شديدة الفتك وتوجيهها لقتل الأشخاص غير البيض الذين يعتقد أنهم "يقضون على" الثقافة الأوروبية.
عقب صدور القرار قالت حنة أمير عبر الهاتف، من غرفة المعيشة في بيتها الذي يبعد بضعة أحياء عن مسجد النور حيث نجت هي وزوجها أمير داود من وابل الرصاص الذي أطلقه تارانت على سيارتهما: "أخيراً تحققت العدالة".
الزوجان شاهدا إجراءات النطق بالحكم على مدى ثلاثة أيام، عبر بث مباشر، بينما واجه ناجون آخرون وأقارب للقتلى تارانت مباشرة في قاعة المحكمة وطلبوا بألا تطلق السلطات سراحه أبداً.
حنة (34 عاماً)، قالت إنها تشعر بارتياح، مضيفة: "أنت تشعر بالغضب والقلق ممزوجاً بشعور بأن هذا الرجل ربما، ربما، يندم على أفعاله وهذا ما لا نستطيع تخمينه، لأنه كان متبلد المشاعر". وانشغلت حنة أيضاً بحال والدة تارانت، حيث قالت: "إنها أُم. مهما كان ما يفعله ابنك فهو ابنك. هذا هو الشعور الذي ظل يخالجني طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة".
وخارج قاعة المحكمة قوبل الحكم بالتهليل، حيث قال ألابي لطيف، إمام المسجد الثاني الذي هاجمه تارانت، إن العدل تحقق. وقال جمال فودة إمام مسجد النور الذي سقط فيه 44 قتيلاً، إنه ما من حكم يمكن أن يعيد الأحبَّة.
تارانت كان قد اعترف بجرائمه وقال من خلال محاميه، إنه لا يعترض على الحكم. ولم يبدُ عليه أي رد فعل عند النطق بالحكم، كما قال سروار حسين الذي قُتل نسيبه محمد عمر فاروق (36 عاماً)، في مسجد النور: "هذا الوحش يستحق عقوبة الإعدام، لم تظهر عليه أي مظاهر ندم على ما فعله! قتل 51 بريئاً وكان يريد قتل المزيد. من المريح أنه لن يكون حراً أبداً".