قالت منظمة "أنقِذوا الأطفال" البريطانية (غير حكومية)، الأربعاء 26 أغسطس/آب 2020، إن أكثر من 100 ألف طفل روهينغي وُلدوا داخل مخيمات اللجوء في بنغلاديش وميانمار، وذلك في تحليل أجرته منظمة للبيانات السكانية لمسلمي الروهينغا، بمخيمات اللجوء في مقاطعة أراكان غربي ميانمار، وبنغلاديش.
وتعتبر حكومة ميانمار، الروهينغا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنّفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم".
مأساة إنسانية: نزح مسلمو الروهينغا إلى مخيمات بمقاطعة أراكان، بعد تهجيرهم من أراضيهم عام 2012، كما لجؤوا إلى مخيمات في بنغلاديش بعد بدء جيش ميانمار ارتكاب مجازر بالمقاطعة منذ أغسطس/آب 2017.
هذه الدراسة قدرت أن 108 آلاف و37 طفلاً من الروهينغا وُلدوا في ظروف معيشية غير ملائمة، بمخيمات اللاجئين في بنغلاديش وميانمار خلال السنوات القليلة الماضية.
كما أشارت إلى أن لدى الأطفال في المخيمات إمكانية محدودة للحصول على التعليم والرعاية الصحية، ولا يتمتعون بحرية الحركة، ويعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات.
اضطهاد من ميانمار: قبل 3 سنوات، أطلق جيش ميانمار وميليشيات بوذية متطرفة، في 25 أغسطس/آب 2017، موجة جديدة مستمرة من الجرائم بحق الروهينغا، وصفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة بأنها "تطهير عرقي"، وأسفرت عن مقتل آلاف الروهينغا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة.
ووفق الأمم المتحدة، بلغ عدد من فروا إلى بنغلاديش من القمع والاضطهاد في أراكان بميانمار، منذ ذلك التاريخ، 900 ألف شخص.
وأعلنت المنظمة الدولية في 12 مايو/أيار الماضي، أنها مددت حتى يونيو/حزيران 2021، مذكرة التفاهم مع ميانمار، الخاصة بعودة اللاجئين الروهينغا إلى ديارهم في أراكان.
وضعيتهم تزداد سوءاً: فقد مرت ثلاث سنوات على المجازر الدموية التي يرتكبها جيش ميانمار ومتطرفون بوذيون بحق المدنيين من مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان (غرب)، منذ 25 أغسطس/آب 2017، ولا تزال مأساة هؤلاء المسلمين مستمرة.
يتعرض مسلمو أراكان، منذ سنوات، لاضطهاد ممنهج، وتكبدوا خسائر في الآونة الأخيرة؛ من جراء اشتباكات بين الجيش وجماعات عرقية مسلحة في الإقليم.
إضافة إلى النزاعات المسلحة، يواجه مسلمو أراكان مشكلات اقتصادية وسياسية عديدة في مجالات الأمن والصحة وحقوق الإنسان.
إذ قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، في يوليو/تموز الماضي، إن الوضع الإنساني لمسلمي أراكان (الروهينغا) بميانمار لا يزال سيئاً، ولا يوجد أي تطور في قضيتهم.
فخلال عرض تقرير خاص بوضع حقوق الإنسان لمسلمي أراكان، أمام الجلسة الـ44 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، أضافت باشليت أن "النزاعات مستمرة في أراكان وتؤثر سلباً على المجتمعات بالمنطقة، ولا تزال قُرى مسلمي الروهينغا تُحرق".
وتابعت: "لا وجود هناك لظروف عودة آمنة ومستدامة للروهينغا الذين لجأوا إلى بنغلاديش".
كما استطردت: "لا تحسُّنَ يُذكر في وضع حقوق الإنسان، مكتبي يواصل توثيق جرائم يتعرض لها مسلمو الروهينغا وانتهاك القانون الإنساني الدولي، مثل الضربات الجوية، وقصف المناطق المدنية، وتدمير وحرق القرى".
قبل أن تدعو جيش ميانمار إلى وقف فوري لإطلاق النار، والتوقف عن عملية "التطهير العرقي" وإنهاء الاشتباكات العنيفة.