طوَّر أطباء بكلية لندن الجامعية علاجاً جديداً أثبت فاعليته في علاج سرطان الثدي، إذ يتطلَّب العلاج الجديد جرعةً واحدةً من العلاج الإشعاعي، عكس العلاج التقليدي الذي يستغرق أسابيع من الزمن، كما يمكن الحصول عليه بشكلٍ متزايد عبر أرجاء العالم، وذلك وفق دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ).
وفق تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الخميس 20 أغسطس/آب 2020، فقد أكَّد الباحثون الفاعلية طويلة الأمد للعلاج بجرعةٍ واحدةٍ لسرطان الثدي، ذلك العلاج المعروف باسم العلاج الإشعاعي "المستهدف أثناء العملية" (TARGIT-IORT)، والذي يُجرى مباشرةً بعد إزالة الورم، من خلال جهازٍ صغير على شكل كرةٍ يوضع داخل الثدي بالضبط في المكان الذي كان فيه السرطان.
علاجان في آن واحد: يستغرق العلاج من 20 إلى 30 دقيقة لإجرائه، ويلغي الحاجة إلى زياراتٍ إضافيةٍ للمستشفى، ما يؤدِّي إلى استغراق العلاج وقتاً أقل بكثير من حياة المريضة، وبالتالي يعزِّز صحتها.
البروفيسور جايانت فايديا، المؤلِّف الرئيسي للدراسة، قال إنه "مع علاج TARGIT-IORT، يمكن للنساء أن يحصلن على العلاج بالجراحة والإشعاع لسرطان الثدي في آنٍ واحد".
كما أضاف: "يقلِّل هذا من الوقت المُستغرَق في المستشفيات، ويمكِّن المرضى من التعافي على نحوٍ أسرع، ما يعني أن بإمكانهن استعادة حياتهن أسرع أيضاً".
وتابَع: "مع نشر هذه النتائج طويلة الأمد الإيجابية للغاية، أصبح من الواضح أن هذا العلاج ينبغي أن يكون متاحاً على نطاقٍ أوسع كثيراً. لابد أن يُتاح لمُقدِّمي الرعاية الصحية، وأن يُناقَش مع المرضى في وقت التخطيط لجراحةٍ لسرطان الثدي".
قد ينقذ أرواح الآلاف: تُشخَّص كلَّ عام نحو 55 ألف سيدة و370 رجلاً بسرطان الثدي، ليصبح نوع السرطان الأوسع انتشاراً بالمملكة المتحدة، ويموت في بريطانيا نحو 11.500 سيدة و80 رجلاً كلَّ عامٍ من المرض نفسه.
من جهته، قال البروفيسور مايكل باوم، وهو أحد مؤلِّفي الدراسة: "تُعَدُّ هذه النتائج الدليلَ الأعلى مستوى الذي يثبت ليس فقط فاعلية علاج الـTARGIT-IORT، بل يؤكِّد أيضاً أنه يتجنَّب حالات الموت من أسبابٍ أخرى. أنا سعيدٌ بأن هذا العلاج سينفع الملايين من مرضى سرطان الثدي حول العالم".
وكشفت دراساتٌ سابقة أن العلاج الجديد لسرطان الثدي له آثار جانبية من الإشعاع أقل عدداً وألماً، مقارنةً بكلِّ العلاج الإشعاعي التقليدي لسرطان الثدي.