حيواناتهم متهمة بنشر كورونا.. مربو الجرذان والأفاعي القابلة للاستهلاك يعانون أزمة خانقة في الصين

بات عشرات الآلاف من مربّي الجرذان والأفاعي وقطط الزباد الآسيوية وغيرها من الحيوانات النادرة في الصين، دون مصدر دخل منذ حظرت بكين الاتجار بهذه الأنواع البرية.

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/20 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/20 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش
انتقلت عدوى فيروس كورونا المستجد من الوطواط إلى الإنسان من خلال حيوان آخر

بات عشرات الآلاف من مربّي الجرذان والأفاعي وقطط الزباد الآسيوية وغيرها من الحيوانات النادرة في الصين، دون مصدر دخل منذ حظرت بكين في شهر مارس/آذار 2020، الاتجار بهذه الأنواع البرية واستهلاكها بعد تفشي فيروس كورونا، الذي حصد أرواح عشرات الآلاف وأصاب ملايين الأشخاص حول العالم.

منع تربية الأفاعي والجرذان: اضطر ليو يانكون إلى التخلي عن تربية الجرذان الصالحة للأكل، بعدما منعت الحكومة الصينية الاتجار ببعض الحيوانات الحية، التي تعتبر المشتبه الرئيسي في جائحة كوفيد-19.

يقول ليو يانكون بأسى: "كانت لديّ طلبيات بعشرات آلاف اليوان"، وهو يقف أمام الأقفاص الخالية في مزرعته في هونان في وسط البلاد، حيث كانت حوالي 800 من جرذان الخيزران تنتظر أن يحين دورها لكي تُطهى. هذا الحيوان القاضم الذي يشبه الغرير له متذوقون في وسط البلاد وجنوبها، وقد روّج لِلَحمه مشاهير عبر الإنترنت، كانوا يبثون وصفاتهم المفضّلة.

في سبيل إقامة المزرعة، خصَّص ليو (38 عاماً)، 6 غرف من منزله لتربية هذه الحيوانات. 

تعويضات "هزيلة": عندما صدر قرار المنع الحكومي، عرضت عليه سلطات المنطقة تعويضاً قدره 75 يواناً (10 يوروهات) لكل كيلوغرام جرذ، أي نصف قيمة حيواناته في السوق على ما يؤكد.

أما بالنسبة لأفعى الكوبرا، فقد بلغ التعويض 120 يواناً، لكن هذا المبلغ زهيد جداً بالنسبة للي ويغو، الذي كانت نفقت حوالي نصف زواحفه من الجوع، عندما أتى المفتشون لتعداد حيواناته، ويؤكد لوكالة فرانس برس: "كنت أملك ثلاثة آلاف أفعى، إلا أن الدولة لم تعوّض إلا 1600 منها".

فرص عمل مُهدرة: انتقلت عدوى فيروس كورونا المستجد من الوطواط إلى الإنسان من خلال حيوان آخر. واعتبرت سوق الجملة في ووهان (وسط الصين) للحيوانات البرية الحية مركزاً محتملاً للوباء، الذي انتشر نهاية العام الماضي.

خلال وباء سارس في مطلع الألفية وُجهت أصابع الاتهام إلى قطّ الزباد الصغير، الذي يستمتع الذوّاقة بلحمة الطريّ، لكن لم تُحظر تربيته يومها. وهذه المرة مَنع النظام الصيني كلّ الحيوانات البرية في البلاد، حتى تلك التي تُربَّى في مزارع.

يُشكل ذلك مأساةً للكثير من المربّين الذين شجّعتهم الدولة على خوض هذا الإنتاج، الذي لا يتطلب استثماراتٍ كبيرة من أجل الخروج من الفقر. ويكلف هذا المنع البلاد حوالي 250 ألف فرصة عمل، وخسارة قدرها 11 مليار يوان على صعيد البضاعة غير المباعة، على ما أظهر تقرير رسمي الأسبوع الماضي.

من أجل تجاوز هذه المحنة ينتظر بعض المربين أن توضح الإدارة القواعد المعتمدة. وينوي لي، وهو منتج شاب رفض الكشف عن اسمه كاملاً، أن يحول تربية هذه الحيوانات إلى الطب التقليدي، لكنه ينتظر الضوء الأخضر من السلطات.

ديون خانقة: في هونان ومناطق ريفية صينية أخرى يبقى البؤس منتشراً، بعيداً عن ناطحات السحاب الجديدة في المدن الكبرى في شرق البلاد، مثل بكين وشنغهاي.

جعل الرئيس الصيني شي جين بينغ من القضاء على الفقر أحد أهداف السلطة الرئيسية، لكن رغم حلول الصين في المرتبة الثانية اقتصاديا فإنها لا تحتلّ إلا المرتبة الثامنة والستين على صعيد إجمالي الناتج الداخلي الفردي، بسبب عدد سكانها الهائل، بحسب تصنيف البنك الدولي للعام 2019.

تخنق الديون المربّين الذين كانوا يعتمدون على الحيوانات البرية بعدما اقترضوا لإنشاء مزارعهم. ويروي لي ويغو تجربته قائلاً: "لقد اقترضت كل شيء، ولا أملك المال لدفع ديوني إلى أصدقاني وأقاربي، وهم يطالبونني بإعادة أموالهم بإلحاح في هذه الأيام".

يوضح مربّي أفاعي الكوبرا سابقاً (61 عاماً) "أنا عاطل عن العمل، ولا أحد يريد أن يقدم لي فرصة عمل". ويؤكد هوانغ غوهوا (47 عاماً) وهو مربٍّ سابق لجرذان الخيزران أن عليه سداد ديون قدرها 400 ألف يوان (50 ألف يورو)، فيما تعويض الدولة لا يشكل سوى عُشر هذا المبلغ، وهو قَلِق لأنه سيعجز عن تمويل تعليم أولاده، ويلخص الوضع قائلاً إنه مع الجائحة يسقط أناس مجدداً في الفقر.

تحميل المزيد