انتقد مسؤولون أتراك، مساء السبت 15 أغسطس/آب 2020، تصريحات المرشح الديمقراطي المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة جو بايدن، بحق تركيا، والتي هاجم فيها أيضاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ردّ رسمي: وكالة الأناضول التركية الرسمية قالت إنه رداً على تصريحات لبايدن أدلى بها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتداولتها وسائل إعلام السبت، قال رئيس البرلمان مصطفى شنطوب: "لقد لقّنَّا من تسمونهم (our boys) درساً في 15 تموز (يوليو)".
شنطوب كان يشير في استخدامه (our boys) إلى تنظيم "غولن" المُصنف بتركيا على لوائح الإرهاب، والذي تقول أنقرة إنه يقف وراء محاولته الانقلابية الفاشلة في يوليو/تموز 2016.
شنطوب وفي تغريدة على تويتر، قال أيضاً إن "من يطلق عليهم بايدن (our boys) لم يكسبوا الانتخابات إطلاقاً، فقط وقفوا وراء محاولة انقلاب فاشلة"، وأكد أن الشعب التركي مستعد من جديد لتلقين الـ"our boys" درساً جديداً إن لزم الأمر.
التدخل بالانتخابات: في سياق متصل، انتقد شنطوب تصريحات بايدن عن الانتخابات التركية، وقال إنه "منذ 4 سنوات يدور الحديث عن تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، والآن يصرح بايدن بنيَّته التدخل في الانتخابات التركية (…) أتمنى أولاً أن تنظموا انتخابات في بلدكم تخلو من الشوائب ومن أي تأثير خارجي"، معتبراً أن "عداوة تركيا دائماً تُلحق الخسارة بالطرف الآخر".
بدوره، انتقد السفير التركي في واشنطن، سيردار قليج، تصريحات بايدن، في حين وصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جيليك، تصريحات بايدن بأنها "هجوم على الإرادة الديمقراطية لتركيا".
جيليك أكد أيضاً في لقاء مع قناة تلفزيونية محلية، أن الديمقراطية التركية لديها المناعة ضد التدخلات الخارجية من هذا القبيل.
بايدن يهاجم تركيا: وعادت تصريحات بايدن، التي أدلى بها لمحررين من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، للظهور في مقطع فيديو جعلته الموضوع الأبرز على تويتر في تركيا.
يقول بايدن، في مقطع الفيديو، إنه "قلِق للغاية" من بعض السياسات التركية، ومن تعاون أنقرة العسكري مع روسيا، والوصول إلى القواعد الجوية الأمريكية في تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي.
كذلك دعا بايدن إلى ما قال إنها "منهجية جديدة مختلفة" للتعامل بها مع تركيا، داعياً إلى ضرورة دعم قادة المعارضة في البلاد في وجه أردوغان خلال الانتخابات.
ورداً على ذلك، قال فخر الدين ألتون رئيس مكتب الاتصالات في الرئاسة التركية، إن هذه التصريحات "تعكس الألاعيب والنهج التدخلي تجاه تركيا"، ولا تتفق مع العلاقات الدبلوماسية الحالية.
ألتون أضاف في تغريدة له على تويتر قائلاً: "لا يمكن لأحد أن يهاجم إرادة أمتنا ونظامها الديمقراطي أو أن يشكك في شرعية رئيسنا الذي جرى انتخابه بالاقتراع الشعبي"، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة.
كما اعتبر ألتون أن تصريحات بايدن غير لائقة وغير مقبولة، ولا مكان لها في الدبلوماسية من قِبل مرشح رئاسي لدولة حليفة لتركيا في حلف شمال الأطلسي.
يُذكر أنه سبق أن قدم بايدن اعتذاراً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب تصريحات في عام 2014 اتهم فيها تركيا بالتعاون مع تنظيم "داعش" الإرهابي، عندما كان نائباً للرئيس السابق باراك أوباما، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.