حصل أحد العاملين في معمل تكرير أُقيل بسبب السخرية من رؤسائه وتشبيههم بهتلر، على تعويض قدره 200 ألف دولار. إذ أقيل الموظف بعد استخدامه مشهداً شهيراً من فيلم Downfall الذي أخرجه أوليفر هيرشبيغل عام 2004، الذي يدور حول الأيام الأخيرة لهتلر وألمانيا النازية، للسخرية من رؤسائه خلال مفاوضات يشوبها التوتر حول الأجور.
سخرية بمقطع فيديو: حسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الثلاثاء 11 أغسطس/آب 2020، قدم الرجل وهو عامل فني في معمل تكرير تابع لشركة بريتيش بتروليوم في غرب أستراليا، شكوى ضد شركة بريتيش بتروليوم في لجنة العمل العادل (FWC) بسبب فصله التعسفي.
إلا أنه خسر القضية في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، بعد انحياز نائبة الرئيس ميلاني بينيت إلى شركة بريتيش بتروليوم في رأيها القائل بأن مقطع الفيديو كان "غير لائق ومهيناً".
لكن هذا القرار نُقض لاحقاً في الاستئناف حين قضت الهيئة الكاملة للجنة بأن "سياق المحاكاة الساخرة" لمقطع الفيديو يشير إلى أنه من غير المعقول أن الرجل كان يشبّه رؤساءه بالنازيين. وفي فبراير/شباط، أمرت لجنة العمل العادل بإعادة الرجل إلى وظيفته في معمل تكرير كوينانا جنوب غرب بِرث.
تعويض عن الفصل: الآن، بعد مرور ما يقرب من عام على القرار الأصلي، أُلزمت شركة بريتيش بتروليوم بدفع 200 ألف دولار للرجل تعويضاً عن خسارته راتبه خلال فترة التقاضي.
قالت الشركة إنه كان من المفترض أن يحصل على أجر أقل -حوالي 150 ألف دولار- لأن نشر مقطع الفيديو لا يزال يرقى إلى سوء السلوك. ودفعت أيضاً بأن الرجل ربما وجد عملاً آخر خلال فترة التقاضي الطويلة.
لكن لجنة العمل العادل عارضت الأمر، وأمرت شركة بريتيش بتروليوم بدفع حوالي 200 ألف دولار تعويضاً عن أجره الضائع والمكافآت والمعاش التقاعدي.
"خطبة هتلر الغاضبة": يُظهر المشهد المستخدم في مقطع الفيديو هتلر مجتمعاً داخل مخبئه مع كبار جنرالاته، في تصوير قوي للحظة التي أدرك فيها الزعيم النازي خسارته الحرب.
يُشار إلى أن الفيلم أصبح بعد عرضه مقياساً ثقافياً لعصر الإنترنت.
فعلى موقع يوتيوب، استخدم المئات مشهد "خطبة هتلر الغاضبة" للسخرية من كل شيء بدءاً من جهاز iPad وانتهاءً بتفكك فرقة Oasis واستقالة سارة بالين من منصب حاكم ألاسكا.
دفعت شركة بريتيش بتروليوم بأن مقطع الفيديو يُظهر التعليقات التي أدلى بها مدير معمل التكرير خلال مفاوضات الأجور على "لسان شخصية هتلر" في الفيلم وانحازت ميلاني إلى جانب الشركة، قائلة إنها لم تقبل أن "يكون وصف تصرف بأنه محاكاة ساخرة "بطاقة إفلات مجانية من العقاب" ويعني بالضرورة أنه ليس مسيئاً".
لكن بعد فوزه في الاستئناف في فبراير/شباط، زعم اتحاد العمال الأسترالي أنه انتصار "لحقوق العمال في العصر الرقمي".