أصبح تاي يونغ هو أول منشق كوري شمالي يفوز بمقعد في الانتخابات البرلمانية التي أُعلنت نتائجها الخميس، 16 أبريل/نيسان 2020، في كوريا الجنوبية، وفاز فيها الحزب الحاكم بأغلبية ساحقة.
تاي كان في يوم من الأيام نائب سفير كوريا الشمالية في المملكة المتحدة، لكنه انشق عام 2016 مع عائلته، ليصبح أرفع مسؤول كوري شمالي يعلن انشقاقه على مدار تاريخ الدولتين.
خاض تاي الانتخابات مرشحاً رئيسياً عن حزب "المستقبل الموحّد" المعارض، على مقعد منطقة غانغنام الغنية في سيول، ليفوز بعدها بالانتخابات بنسبة بلغت 58.4%، وقد شوهد يبكي بعد إعلان فوزه، وفق BBC.
تاي قال قبيل انتصاره إنه يأمل أن يبعث ترشحه رسالة إلى النخبة في كوريا الشمالية حول ما يمكن أن يحققوه إذا أداروا ظهورهم للنظام وانقلبوا عليه. مضيفاً: "أريد أن أقول لهم إن هناك طريقاً جديداً متاحاً لمستقبلهم".
أجرت كوريا الجنوبية انتخاباتها البرلمانية الأربعاء، 15 أبريل/نيسان، والتي شهدت نسبة إقبال قياسية بلغت 66.2%، وذلك رغم أن التصويت يأتي في غمار تفشي الفيروس.
حقَّق الحزب الديمقراطي، حزب الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن فوزاً ساحقاً، فقد حصل على 163 مقعداً في الجمعية الوطنية (البرلمان) المكونة من 300 مقعد.
انتصار تاريخي
كان بإمكان تاي يونغ هو أن يعيش حياةً هادئة في كوريا الجنوبية، لكنه بدلاً من ذلك استخدم المنابر المتاحة أمامه للتنديد علناً بنظام كيم يونغ أون، وإلقاء الضوء على التحديات المختلفة التي يواجهها نحو 33 ألفاً من المنشقين الذين وصلوا إلى كوريا الجنوبية، حتى إنه غيّر اسمه إلى "كو مين"، الذي يعني "منقذ الناس".
كشف تاي عن شخصية مثيرة للاهتمام خلال حملته، وروّج لنفسه بأساليب غير تقليدية مثل أغنية الراب التي قدمها وهو يرتدي قبعة بيسبول وردية. وتواصل مع الجماهير في شوارع غانغنام، وعبر محادثات مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يشهد المقعد منافسة، ومع ذلك يظل فوز تاي بالانتخابات في قلب أغنى منطقة في كوريا الجنوبية أمراً رائعاً.
مهما كانت الأبعاد السياسية وراء هذا الفوز، فإن الأمر كله إشارةٌ إيجابية للمنشقين الآخرين الذين يخاطرون بحياتهم للانشقاق إلى الجنوب.
كما يدفعك الأمر للتساؤل عما يفكر فيه مسؤولو بيونغ يانغ الآن، وهم يرون شخصاً كان جزءاً من نظامهم في يوم من الأيام وقد أصبح عضواً في "الجمعية الوطنية" لكوريا الجنوبية.
انشق تاي إلى الجنوب، في أغسطس/آب 2016، مبرراً ذلك بأنه ازداد وعياً "بالحقائق البشعة" التي انطوت عليها الحياة في كوريا الشمالية.
خلال شهادة أدلى بها أمام لجنة برلمانية كوريّة جنوبية، قال تاي إن الكوريين الشماليين يعيشون في أوضاع تكاد تنحدر إلى العبودية الصريحة. وبعد انشقاقه، وصفته كوريا الشمالية بأنه "حثالة بشرية".
وقالت وسائل الإعلام الشمالية إن الدبلوماسي المنشق كان متهماً بعدة تهم، من ضمنها تسريب أسرار الدولة والاختلاس واغتصاب أطفال.
ينشق نحو 1000 شخص من كوريا الشمالية كل عام، هرباً من دولة قمعية تواجه عدداً كبيراً من الاتهامات المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان.