استولوا عليها من المطار.. فرنسيون يتهمون أمريكا بـ”السطو” على حمولة أقنعة قادمة من الصين

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/02 الساعة 17:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/03 الساعة 19:01 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الفرنسي ماكرون/رويترز

وجّه مسؤولون فرنسيون اتهامات مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية بـ"قرصنة" حمولة من الأقنعة الطبية التي كانت متوجهة إلى البلاد والقادمة من الصين، وتحول وجهتها صوب بلاد العم سام.

وحسب وكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف.ب" فإن مسؤولين محليين في منطقة "غراند إيست" الفرنسية، قاموا بشراء أقنعة وقائية طبية من الصين، قبل أن يتفاجأوا بتحول وجهتها من المطار الصيني صوب الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن ضاعف أمريكيون من ثمنها بغية إقناع البائع الصيني ببيعها لهم عوض الفرنسيين.

وأصحبت المعدات الطبية الوقاية من فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، هي المنتوج الأكثر طلباً على مستوى العالم، وتعتبر الصين من بين أكبر الدول العالمية تصنيعاً لهذه المعدات.

"قرصنة" في مدرج المطار

قال جون روتنر، وهو رئيس منطقة غراند إيسط الفرنسية، التي تعتبر من الأكثر المناطق تأثراً بانتشار وباء "كوفيد -19″، إن منطقته كانت تستعد لاستقبال أول حمولة للأقنعة الطبية قادمة من الصين، قبل أن تتفاجأ بعدم وصولها.

وأكد المسؤول ذاته، في تصريح خص به إذاعة "إر تي إل" الفرنسية، بأن تحريات قاموا بها أثبت "قرصنة" حمولتهم من المطار الصيني، من طرف أشخاص أمريكيين، قاموا بمضاعفة ثمنها وأقنعوا الصينيين بتوجيهها للولايات المتحدة الأمريكية عوضاً عن فرنسا.

روتنر صرح بأن "الأمريكيين يضاعفون ثمن الحمولة ثلاث وأربع مرات ويدفعون نقداً في مدارج المطار"، كما طالب سلطات بلاده بـ"التدخل بشكل مستعجل والمحاربة بقوة".

ممارسات مماثلة

يبدو أن منطقة "غراند إيست" ليست هي الوحيدة التي تضررت من هذا الأمر، بل إن مناطق فرنسية أخرى، وجّهت نفس التهم للأمريكيين، فقد وجّه رينو موزولييه، رئيس منطقة باكا (جنوب شرق فرنسا)، اتهامات مماثلة للأمريكيين، بعد أن كانت منطقته تنتظر التوصل بحمولة قادمة من الصين، تغيرت وجهتها للقارة الأمريكية لاحقاً.

هذا الوضع، دفع المسؤولين عن المناطق الفرنسية إلى إنشاء خلية تقود مفاوضات مع الصينيين، بهدف كسبها والحيلولة دون تعرض الحمولات الفرنسية  لـ"القرصنة الأمريكية".

وأثمرت هذه العملية عن حصول منطقة "غراند إيست" على مليوني قناع صيني، وهي أول حمولة صينية تصل للأراضي الفرنسية، وسيتم توزيعها على المستشفيات المتواجدة في المنطقة والتي تُعرف بتواجد الآلاف من المصابين.

الرئيس الفرنسي يدخل على الخط

أمام هذا الوضع، قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدخول على الخط، من أجل مواجهة النقص الحاد في المعدات الطبية الخاصة بهذه الجائحة، وذلك بعد أن وعد بتوفير جميع المعدات الطبية الضرورية.

وقال ماكرون في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، إن بلاده ستصبح معتمدة على نفسها في إنتاج جميع الأقنعة والكمامات الطبية قبل نهاية السنة الجارية.

قام الرئيس الفرنسي بزيارة لعدد من المعامل والوحدات الصناعية في البلاد المتخصصة في تصنيع هذه المعدات، التي لجأت للسرعة القصوى لتوفير العدد الكافي من الأقنعة للأطقم الطبية والمرضى المصابين بالفيروس.

من جانبها، تعاني الولايات المتحدة الأمريكية، التي تصدرت في ظرف قياسي قائمة البلدان الأكثر إصابة بالوباء، من نقص كبير في هذه المعدات، ولم يكن أمامها سوى اللجوء لمنافسها الأول، الصين، للتزود بما تحتاجه من معدات.

تحميل المزيد