هجوم كرايستشيرش: إعادة مسجد النور إلى الجالية المسلمة

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/23 الساعة 16:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/23 الساعة 16:08 بتوقيت غرينتش
هجوم كرايستشيرش: إعادة مسجد النور إلى الجالية المسلمة

قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن بعض الأئمة والمصلين من الجالية المسلمة دخلوا مسجد النور الذي استهدف في هجوم نيوزيلندا الجمعة 15 مارس/آذار 2019.

وفد من الجالية الإسلامية زار مسجد النور

وعبَر الأشخاص الحاجز الذي يطوق مسجد النور السبت 23 مارس/آذار 2019، ومعهم بعض الشخصيات البارزة، حيث دخلوا من الباب الرئيسي الذي شهد اطلاق النار، وذلك بعدما استمعوا إلى إحاطة قدمها رجال الشرطة في الشارع، فيما يعتبر تسليماً للمسجد مرة أخرى للجالية المسلمة.

وقد سمحت السلطات لما يقارب  15 شخصاً من المصلين بالدخول أيضاً، واستطاع السيد عمران الشيخ دخول المسجد، بعد عبوره البوابات، وذلك بعد صلاة الظهر بقليل.

وقد استطاع عمران الشيخ الوصول الى كرايستشيرش قادماً من مدينة أوكلاند قبل أسبوع، بعد أن سمع أن أحد أفراد الأسرة كان من بين الخمسين الذين لقوا حتفهم. وكان ذلك القريب، أشرف علي، يبلغ من العمر 62 عاماً ويعيش في كرايستشيرش منذ عشرين عاماً. وقال: "لم أستطع تصديق الخبر عندما سمعته. إنه لأمر محزن للغاية". وحضر عمران مراسم الدفن والتأبين.

وكان منهم عمران الشيخ، الذي جاء لدفن أحد أقاربه

عبَر عمران أبواب المسجد، ودلف إلى رواق مطلي حديثاً باللون الأبيض. وجال ببصره بين العلامات التي تطلب من الحاضرين التزام الصمت، وتجنب الحديث. كان مكاناً يغمره السلام.

وسرت في جسد عمران قشعريرة باردة، ثم بدأ يصلى.

وقال لصحيفة The Guardian البريطانية: "‌‌أتعلمون؟ شعرت بما حدث. شعرت بما حدث هناك".

ولكن بعد أن فرغ من الصلاة شعر بأن ثُقلاً قد أُزيح عن كاهله. وقال: "كان شعوراً رائعاً. أشعر بالراحة الآن".

في حين وقف حذيف فوهرا أحد الناجين من الهجوم خارج المسجد يتابع الوفد

خارج المسجد كان حذيف فوهرا، أحد الناجين من الهجوم، يقف بين الزهور ورسائل الدعم المستقرة عند المدخل الأمامي، حيث كشف إن السبب الوحيد وراء نجاته هو أنه كان يرقد تحت جثث رفاقه من المصلين.

وقال فوهرا: "كان من الممكن أن نكون مكانهم ببساطة. كان بإمكاني أن أشعر بالرصاصات في الشخص الذي أمامي. لقد أخطأت رأسي، وأخطأت صدري، وأخطأت ساقي". وقال فوهرا إن المهاجم كان يصوب بندقيته تجاه أي شخص ينبعث صوت هاتفه المحمول.

وكان قد ترك هاتفه في العمل ذلك اليوم.

حيث جاء ليأخذ سيارة صديقه الذي قُتل

وأتى فوهرا إلى المسجد ليأخذ سيارة صديقه الذي قُتل في الهجوم. وقد لقي 5 آخرون حتفهم كانت تربطهم به علاقة وثيقة. وقال: "لقد فقدت كل من أعرفهم. نحو 80% من أصدقائي".

وفور معرفته برحيل المسلح، حاول مساعدة من أصابتهم الرصاصات. وقال: "ماذا يمكن أن تفعل؟ لا شيء سوى مساعدة الأشخاص الذين كانوا على قيد الحياة". ثم أصبح التحدي هو تهدئة أولئك الذين كانت عائلاتهم في الخارج. وقال: "كان علي أن أبقى قوياً".

وقال حذيف إن جميع من كانوا في المسجد أرادوا العودة إليه، إذ كان أمراً مهماً للمسلمين هناك. وقال: "إنهم يريدون البدء في إقامة الصلاة مرة أخرى".

بجانب ذلك، استمر  تدفق المتضامنين مع ضحايا القتل إلى المسجد

واستمر الناس يوم السبت 23 مارس/آذار 2018، بالحديقة المواجهة للمسجد، في وضع الزهور، في حين هلل لاعبو الكريكيت الصغار، في إشارة إلى عودة المسلمين إلى حياتهم الطبيعية.

وخلال مراسم تأبين في حديقة هاغلي القريبة الجمعة 22 مارس/آذار 2019، لإحياء ذكرى الهجوم، بعد مرور أسبوع واحد عليه، تحدث إمام مسجد النور، جمال فودة، عن الكراهية والغضب اللذين رآهما في عيني القاتل.

وتجمّع الآلاف لدعم المسلمين في صلاة الجمعة، ورأى محبتهم للمسلمين في أعينهم. وقال: "إن قلوبنا مفطورة، ولكننا لسنا محطمين. إننا على قيد الحياة، ومعاً، ومصممون على ألا نسمح لأي شخص بالتفريق بيننا".

وقال: "اليوم، من المكان نفسه، أنظر وأرى الحب والرحمة في عيون الآلاف من الإخوة النيوزيلنديين وأبناء الإنسانية من مختلف أنحاء العالم، وملايين آخرون ليسوا معنا بأجسادهم، ولكنهم حاضرون بقلوبهم".

وقوبلت كلمات فودة بالدعوات والتصفيق من الناس والمسلمين الذين ذهبوا لأداء الصلاة في أقدس أيام الأسبوع بالإسلام.

وذلك بعدما انتهت نيوزيلندا من دفن الضحايا

وقد حضر الناجون، ومنهم زيد مصطفى البالغ من العمر 13 عاماً والذي شغل مكاناً في الصف الأول بعد يومين من دفن والده، خالد، وشقيقه الأكبر، حمزة (15 عاماً).

وفي أعقاب مراسم التأبين، توجه أكثر من 5 آلاف شخص إلى مقبرة ميموريال بارك لدفن 26 من ضحايا هجوم المسجد ورجل آخر توفي في أثناء عودته إلى منزله بمدينة دنيدن بعد حداده على وفاة عمه مع عائلته.

وشملت الجنازات الأخيرة لضحايا كرايستشيرش وداعاً للضحية الأصغر سناً، مقداد إبراهيم البالغ من العمر ثلاث سنوات، والأب الجديد رميز فوهرا (28 عاماً)، ووالده عارف (58 عاماً).

وبعد أسبوع، كان مزيد من المصابين يخرجون من المستشفى، مع أنه لا يزال هناك 27 حالة لم تخرج بعد، منها 5 حالات حرجة بالعناية المركزة. ولا تزال طفلة في الرابعة من عمرها ترقد في حالة حرجة بمستشفى الأطفال في أوكلاند.

والجدير بالذكر أن الرجل البالغ من العمر 28 عاماً والمتهم بشن الهجوم وقتل المصلين استخدم بندقيتين نصف آليتين جرى شراؤهما بصورة قانونية. واعتباراً من الساعة الثالثة عصراً يوم الخميس 21 مارس/آذار 2019، أصبحت هذه الأسلحة غير قانونية بمقتضى تدابير مؤقتة، إلى أن يجري إصدار تشريع بحلول 11 أبريل/نيسان 2019.

وقد تلقت الشرطة أكثر من ألف إشعار على الإنترنت من مالكي أسلحة يسلمون أسلحتهم يوم الجمعة، وتلقى خط ساخن مخصص لهذا الغرض 474 مكالمة في غضون 15 ساعة من إعلان القرار.

تحميل المزيد