قالت صحيفة NZ Herald النيوزيلندية إن امرأتين مسلمتين، تعرضتا لإساءة لفظية في محطة للسكك الحديدية في أوكلاند بنيوزيلندا، الأحد 17 مارس/آذار، لارتدائهما الحجاب.
وتأتي هذه الحادثة في محطة قطار مونت ألبرت بعد يومين من الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا، وقال المهاجم للمسلمتين الأختين: "عودا إلى بلادكما اللعينة".
كانت الأختان قد أكدتا لعائلتيهما أنه من الآمن مغادرة المنزل بعد مذبحة مسجدي كرايستشيرش، لكنَّهما شعرتها بالخوف بعد تلك الإساءة اللفظية.
أختان تتعرضان للإساءة اللفظية في نيوزيلندا
قالت إقرا (21 عاماً) وشقيقتها إن أصدقاء العائلة يفكرون الآن في عدم ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.
وأضافت لصحيفة NZ Herald وصوتها يرتعش: "بالنسبة لنا، هذا نقاش مقلق للغاية".
لقد أرادت أن تتحدث عن الحادثة التي وقعت في الساعة الواحدة بعد ظهر الأحد 17 مارس/آذار 2019، وجعلتها تخشى على سلامتها، لتحذر إخوانها وأخواتها المسلمين لاتخاذ احتياطاتٍ إضافية والتنقل دائماً في مجموعات.
ولم يكن بالقرب منهما أي رجل شرطة
قالت إقرا: "الشيء الأكثر إثارة للصدمة هو أنَّه لم يكن هناك أي أفرادٍ من الشرطة بالقرب".
كانت مع أختها الأصغر أسما، عندما اقترب منها رجل "مخمور بوضوح" يحمل زجاجةً من الخمر.
وبدأ في الصراخ قائلاً: "ما الذي تنظران إليه؟ أنا أكره الفتيات. عودوا إلى بلادكم اللعينة"، وتقدم نحوهما قبل أن يسير بعيداً.
ووصفته بأنَّه رجل قصير في منتصف العمر، يرتدي قميصاً رمادياً وسروالاً أسود.
لكن هناك فتاة أوروبية تضامنت معهما
وقالت إقرا إنه كانت هناك فتاة أوروبية تجلس بجوارهن، وبدأت في البكاء أثناء الإساءة اللفظية.
وأضافت: "لقد كانت هذه الفتاة مذعورة للغاية مما سمعته، لذلك اقتربنا منها أكثر. نظرتُ إلى الرجل، فقال لنا: "ما الذي تنظران إليه "، وكرر قوله بضرورة عودتنا إلى بلادنا "اللعينة".
وقالت إنَّها لا تصدق وجود شخصٍ بهذه المشاعر غير الإنسانية بعد هجمات يوم الجمعة 15 مارس/آذار 2019 الإرهابية في كرايستشيرش.
وتابعت: "أعرف أنَّ هذا تصرف فردي فقط وأنَّ معظم الناس هنا يدعمون المسلمين، لكنَّ التصرف كان محبطاً للغاية".
ولم تصادف إقرا مثل هذا الاعتداء من قبل.
وقالت إن "هذا التصرف كان مرعباً".
"فكرت في الصراخ"
وأوضحت أنَّها في لحظةٍ أخرجت هاتفها من أجل الاتصال بالشرطة، لكن عاد الرجل وهو يصرخ: "سأقوم بتصويركما أيتها المسلماتت القبيحتان"، قبل أن يكرر للمرة الثالثة "عودا إلى بلادكما".
وقالت إنَّها فكرت في الصراخ وقول: "أنا أنتمي إلى هذا البلد بقدر ما تنتمي أنت إليه".
وأضافت: "لكنَّني لم أرغب في قول أي شيء؛ لأنَّني كنت خائفة من إثارته، خاصةً بالنظر إلى ما حدث في كرايستشيرش".
وقالت إقرا إنها تقدمت بشكوى إلى الشرطة، وقيل لها إنَّ الرجل معروف لأجهزة الأمن. وأكدت الشرطة تلقي شكوى مشابهة.
وتواصلت صحيفة NZ Herald مع هيئة النقل في أوكلاند للتعليق على الحادث.