تعرَّض وزير التغير المناخي بنيوزيلندا للهجوم في أثناء سيره إلى البرلمان، في أول اعتداء على سياسي تشهده البلاد منذ أكثر من 10 سنوات.
وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 14 مارس/آذار 2019، إن جيمس شو، وهو زعيم مشترك لحزب الخضر النيوزلندي، كان موجوداً خارج الحدائق النباتية بالعاصمة ويلينغتون في تمام الساعة السابعة ونصف عندما اعتدى عليه رجل مجهول.
متحدث باسم حزب الخضر أوضح أن رجلاً أمسك به ولكمه في وجهه، في هجوم غير مبرر أصاب النواب البرلمانيين والعامّة بالصدمة. وأُشير إلى المعتدي باسم شو.
اعتداء على سياسي نيوزيلندي
دفع هذا حادث اعتداء على سياسيج اسيندا أرديرن، رئيسة الوزراء النيوزيلندية، إلى التحذير من أن سهولة الوصول إلى السياسيين في البلاد لا يجب اعتبارها أمراً مسلماً به.
كان شو تحت الملاحظة في المستشفى، حيث وصفه المتحدث باسم حزب الخضر بأنه كان "مصدوماً"، وهو الشعور نفسه الذي انتاب المجتمع السياسي.
قال ماثيو موريس، الرقيب الأول في شرطة نيوزيلندا، إنه جرى اعتقال الرجل، الذي يبلغ 47 عاماً، على خلفية اعتداء على سياسي .
وقالت جاسيندا إن الحادثة "غير مبررة، وحدوثها مثير للمفاجأة". وأوضحت: "نحن ننعم في نيوزيلندا ببيئة تتيح الوصول إلى السياسيين، وهذا شيء علينا أن نفخر به. فنحن بعد كل شيء موجودون من أجل خدمة الشعب. لكن أحداث اليوم تشير حقاً إلى أنه لا يمكننا أخذ الأمر على أنه مسلَّم به".
وأضافت المسؤولة النيوزيلندية قائلة: "أظن أننا جميعاً ربما نتحد في رغبتنا في ضمان أن يكون لدينا هذا النمط من البيئة السياسية، حيث بإمكان الجميع إبداء آرائهم، وبأمان في الوقت نفسه".
يصيب المواطنين والسياسيين بالصدمة
أخذت الصدمة المواطنين النيوزيلنديين؛ إثر حادثة اعتداء على سياسي التي وقعت في إحدى الضواحي الداخلية لمدينة ويلينغتون.
كتب جاستن ليستير، عمدة المدينة، تغريدة نشرها على موقع تويتر، قال فيها: "هذا سلوك شائن، وإن قام به أحد مواطني ويلينغتون فسيكون أمراً مخجلاً".
"يُظهر الممثلون المنتخَبون من جميع الأطياف الشجاعة لتمثيل النيوزيلنديين، ونحن محظوظون بميزة لا مثيل لها للوصول إليهم. وهذا يوم حزين على الديمقراطية".
قال المتحدث باسم حزب الخضر إن الحزب في الوقت الراهن يتلقى المشورة من الأمن البرلماني بشأن ما إذا كانت هناك حاجة إلى تشديد حماية النواب، عقب حادث اعتداء على سياسي . "لا يوجد ما يشير إلى أن ما حدث له علاقة بحزب الخضر أو أعمال جيمس… لكن هذا الرجل كان يعرف من هو جيمس وناداه باسمه".
وقد تكون للاعتداء خلفيات سياسية
كان جارود غيلبرت، عالم الاجتماع وخبير العدالة الجنائية من جامعة كانتربيري، واحداً من بين كثيرين ممن رأوا أن الهجوم له دوافع سياسية.
وكتب غيلبرت في تغريدة على حسابه: "من أعظم الأشياء التي ننعم بها في نيوزيلندا هو إتاحة الوصول إلى السياسيين. لكن هجوم اليوم ليس محض اعتداء على جيمس شو، لكنه هجوم على ديمقراطيتنا".
تندر أعمال العنف ضد رجال السياسة للغاية في نيوزيلندا، ومعظمهم يتحركون بِحرية دون حراس شخصيين أو أمن. فقط رئيس الوزراء والقائم بأعماله هما من يحصلان على حماية على مدار الساعة من هيئة الحماية الدبلوماسية.
وكتبت باولا بينيت، نائبة زعيم الحزب الوطني المعارض: "هذه واحدة من تلك الأوقات التي يتحد فيها السياسيون. لا بأس عليك يا جيمس. لن يمر أي شكل من أشكال العنف مرور الكرام. أبداً".