في واحدة من أكثر حوادث الحجوزات الفندقية المزدوجة حرجاً التي شهدها التاريخ الدبلوماسي، حُجِز فندق هانوي، الذي كان من المفترض أن يُستخدَم مقراً للبعثة الإعلامية الأمريكية، لاستقبال أكثر ديكتاتوريي العالم كرهاً للصحافة وهوساً بالأمن، كيم جونج-أون.
صحيفة The Guardian البريطانية لم تكن هذه الجيرة لتناسب أبداً الجهاز الأمني لكوريا الشمالية، إذ إنه غير معتاد على التعامل مع الصحفيين الفضوليين. إلى جانب أن الحراس الشخصيين لكيم معروفٌ عنهم أنهم يستوقفون المراسلين الذين يشكون أنهم التقطوا صوراً للزعيم الكوري الشمالي ويطالبونهم بتسليم هواتفهم الذكية لفحصها.
عقب محادثة موجزة بين مسؤولين كوريين شماليين وفيتناميين في فندق ميليا في العاصمة الفيتنامية هانوي الثلاثاء، 26 فبراير/شباط 2019، طُرِدَ الصحفيون الأمريكيون بفظاظة من المركز الإعلامي الذي أمضت فرق التحضيرات في البيت الأبيض أياماً في العمل عليه.
حقيقة أن مشكلة الحجوزات المزدوجة لم تُكتَشَف سوى الثلاثاء، أي اليوم السابق مباشرةً على مقابلة كيم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الفيتنامية، كشفت الكثير عن السرعة التي نُظِمَت بها هذه القمة الثانية بين الزعيمين. إذ وافق الطرفان على أن تكون هانوي مكان انعقاد القمة منذ أسبوعين مضيا، وهو ما يُعَد انتصاراً لكوريا الشمالية التي أرادت أن تمزج الرحلة بجلسة لبناء العلاقات مع القيادة الفيتنامية. في حين كانت ترغب إدارة ترامب في عقد اللقاء في المنتجع الساحلي دانانغ.
ولم تُكشف إلى الآن سوى تفاصيل قليلة عن توقيت القمة ومكان انعقادها؛ فلم يُذكر سوى أنَّ ترامب وكيم سيعقدان لقاءً مباشراً موجزاً مساء الأربعاء، 27 فبراير/شباط، يعقبه عشاء عمل مع كبار المسؤولين. ومن المقرر أن يقدم الفيتناميون لضيوفهم برنامجاً ترفيهياً، على الأرجح في الأوبرا الواقعة في وسط العاصمة هانوي، التي بُنيت خلال فترة الحكم الفرنسي لفيتنام.
في حين أتيحت دار ضيافة تابعة للحكومة الفيتنامية لاستضافة المحادثات الأمريكية-الكورية الشمالية على مستوى العمل، الخميس، 28 فبراير/شباط. وبالرغم من أنَّ موعد المحادثات ومدتها غير مؤكدين بعد، يُحتمَل أن تُعقَد محادثات أيضاً في فندق متروبول، حيث كتب المؤلف الإنجليزي غراهام غرين روايته The Quiet American، وحيث نزلت الممثلة الأمريكية جين فودا حين أجرت زيارة إلى شمال فيتنام إبّان الحرب في 1972.