5 مرات كان فيها موقف إدارة ترامب أشد صرامة من موقف الرئيس نفسه تجاه روسيا

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/22 الساعة 12:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/22 الساعة 12:53 بتوقيت غرينتش
5 مرات كان فيها موقف إدارة ترامب أشد صرامة من موقف الرئيس نفسه تجاه روسيا/ رويترز

قالت صحيفة The New York Times  الأمريكية إن الرئيس  دونالد ترامب تباهى مؤخراً بأنَّه "أشد صرامةً بكثير" من رؤساء أمريكيين آخرين تجاه روسيا. ولكن في الوقت الذي كانت فيه إدارة ترامب تتخذ مواقف صارمة تجاه الدبلوماسيين الروس والمسؤولين الحكوميين وذوي النفوذ الروس، كانت مواقف ترامب نفسه تجاه موسكو ألطف بكثير.

واكتسب هذا التناقض بين مواقف ترامب وإدارته أهميةً جديدة في ضوء العديد من التقارير الأخيرة، من بينها تقريرٌ عن تحقيق استخباراتٍ مضادة فتحه مكتب التحقيقات الفيدرالي عام 2017 لمعرفة ما إذا كان ترامب قد قام بأفعالٍ سرية لمصلحة روسيا، وهو أحد جوانب تحقيق وزارة العدل الأمريكية في تدخُّل موسكو في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، حسبما قالت صحيفة The New York Times الأمريكية.

واستعرضت الصحيفة الأمريكية 5 مواقف رئيسية شهدت تناقضاً بين موقف ترامب وإدارته تجاه روسيا خلال العام الماضي، وفقا لما يلي:

1- سحب القوات الأمريكية من روسيا وأفغانستان

أثار القرار الفردي الذي اتخذه ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي بسحب 2000 جندي أمريكي من سوريا تصادماً درامياً مع مسؤولين بارزين في إدارته، ودفع بعض المسؤولين إلى تقديم استقالتهم احتجاجاً عليه، مثل جيمس ماتيس وزير الدفاع السابق، وبريت ماكجورك المبعوث الرئاسي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وبعد ذلك ببضع ساعات، أطلق جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي تصريحات تتعارض تعارضاً مباشراً مع الجدول الزمني الذي اقترحه ترامب، فحدَّد شروطاً لسحب القوات وأشار إلى تأخير انسحابها فترةً طويلة.

وأثار ذلك القرار أيضاً قلق بعض مؤيدي ترامب وانتقاداتهم، بمن في ذلك السيناتور ليندسي غراهام، العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ عن ولاية كارولينا الجنوبية، الذي التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نهاية الأسبوع الماضي، ودعا إلى انسحابٍ أبطأ لتجنب إثارة حربٍ أكبر.

وفي شهر ديسمبر/كانون الأول أيضاً، أعلن ترامب سحب 7 آلاف جندي أمريكي من أفغانستان في قرارٍ مفاجئ صدم مسؤولين أمريكيين وأفغان.

2- ردٌّ لطيف على الاستيلاء الروسي على السفن الأوكرانية

حين أسَرَت القوات الروسية 24 بحاراً أوكرانياً في أواخر العام الماضي 2018، أعطى مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية ترامب خياراتٍ للرد، وشملت عقوبات جديدة أو زيادة وجود قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) البحرية في البحر الأسود. لكنَّ ترامب لم يتخذ أي إجراء حتى الآن، بينما يصر مسؤولون في الإدارة على أنَّ الخيارات ما زالت قيد النظر، وبينما تُنسِّق أوروبا رداً مناسباً.

ولم يفعل ترامب شيئاً سوى أنَّه ألغى اجتماعاً في الأرجنتين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة العشرين، لكنَّه قال لبوتين في مأدبة عشاء على هامش الاجتماع إن هناك حاجةً إلى إيجاد حل. ومع ذلك، سعى إلى إلقاء اللوم على جانبي الصراع، واكتفى بقول إنه لا "يحب ما يحدث".

يذكر أنَّ روسيا مدَّدت احتجاز البحَّارة وطالبت بمحاكمتهم بتهمة انتهاك حدودها.

3- فرض عقوباتٍ وطرد دبلوماسيين على مضض

وراء الكواليس المغلقة، غضب ترامب من رد فعل إدارته على محاولة التسميم التي وقعت ضد جاسوسٍ روسي سابق يعيش في إنجلترا، والتي اتهمت السلطات البريطانية عملاء روساً بتنفيذها. وكان في البداية مستاء من طرد 60 دبلوماسياً وضابطاً استخباراتياً روسياً من الولايات المتحدة رداً على الهجوم، نظراً إلى أن الدول الأوروبية لم تطرد نفس العدد.

في وقتٍ لاحق، عارض ترامب فرض عقوبات جديدة ضد روسيا لدعمها الرئيس السوري بشار الأسد بعد شنِّه هجوماً بالأسلحة الكيماوية بالقرب من دمشق أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً. واعتقد ترامب أنَّ العقوبات- التي أعلنتها نيكي هيلي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة آنذاك- ليست ضرورية في ظلِّ توجيه ضربة صاروخية ضد أهدافٍ سورية.

وحين بدأت إدارة ترامب في فرض سلسلة من العقوبات على أفرادٍ روس ومنظمات الروسية رداً على الهجمات السيبرانية والتدخل في انتخابات الرئاسة عام 2016، بدا موقف الرئيس الأمريكي متناقضاً مع موقف إدارته.

ففي شهر يوليو/تموز الماضي، بالَغ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في تضخيم سعي إدارة ترامب إلى تطبيق "قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال  العقوبات"، الذي وقَّع عليه ترامب ليصبح قانوناً في عام 2017 بعدما مرَّره مجلس الشيوخ بأغلبية مضادة لحق الفيتو. فترامب لم يوافق عليه إلَّا بتردّد، بعدما حاول في البداية إضعافه وانتقده قائلاً إنَّه "معيبٌ جداً".

4- تبرئة روسيا من اتهامات التدخُّل في الانتخابات وإلقاء اللوم على أطراف أخرى

في أثناء مؤتمرٍ صحفي عُقد في العاصمة الفنلندية هلسنكي في يوليو/تموز الماضي، قال ترامب إنَّه يُصدِّق بوتين بشأن إنكاره التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وأثارت تصريحاته -التي ألقاها وهو بجوار بوتين- ردود فعل حادة من مساعديه وحلفائه في الكونغرس.

واشتعلت هذه التوترات مرةً أخرى في الشهر الجاري بعدما ذكرت صحيفة The Washington Post الأمريكية ووسائل إعلام أخرى أنَّ ترامب حاول إخفاء ملاحظاتٍ خاصة بأحد اجتماعاته مع بوتين في عام 2017 عن مستشاريه.

ومنذ ذلك الحين، توقف ترامب إلى حدٍّ كبير عن التعبير عن ثقته في بوتين علناً. غير أنَّه واصل التقليل من مسألة تدخل روسيا في الانتخابات، حتى مع أنَّ التحقيق الذي يقوده المحقق الخاص روبرت مولر  أظهر مراراً وتكراراً مدى توغُّل هذا التدخُّل.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصدرت وزارة العدل أوَّل اتهاماتها لروسيا بالتدخُّل في انتخابات التجديد النصفي التي أُجريت العام الماضي، وأصدرت بياناً مشتركاً أعرب فيه عدة مسؤولين بارزين في إدارة ترامب عن استنكارهم تلك المحاولات. بيد أنَّ ترامب التزم الصمت حيال هذه الاتهام، وسعى بدلاً من ذلك إلى تصوير نفسه على أنَّه حامي الانتخابات بينما ألقى باللوم على إدارة نظيره السابق باراك أوباما في التزام الصمت حيال التدخل الانتخابي في أثناء الحملة الرئاسية في انتخابات عام 2016.

5- الدفاع عن حلف الناتو

قال مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية لصحيفة The New York Times الأمريكية إنَّ ترامب قال مراراً خلف الكواليس المغلقة، إنه يريد الانسحاب من منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو، وهو ما قد يعزز رغبة بوتين في إضعاف المنظمة.

وقد وجَّه ترامب، في تناقضٍ مع الموقف الرسمي لإدارته، انتقاداتٍ حادة ضد الناتو؛ إذ قال إنَّ الحلف "لم يعُد يعمل"، وإنَّ الدول الأعضاء فيه لا تتحمَّل نصيبها العادل من التكاليف. بعد زيارة مقر حلف الناتو في بروكسل في يوليو/تموز، ادَّعى ترامب كذباً أنَّ الإنفاق في حلف الناتو يتزايد "بفضله"، وهو ما يُُعطي صورة خاطئة عن طريقة عمل الحلف.

وعلى الجانب الآخر، يواصل مسؤولون آخرون في الإدارة الأمريكية، لا سيما في الجيش، تقوية العلاقات مع حلفاء الناتو. ففي نهاية الأسبوع الماضي، أرسلت القوات البحرية الأمريكية مُدمِّرةً أمريكية إلى البحر الأسود، في خطوةٍ سرعان ما ندَّدت بها روسيا.

تحميل المزيد