تواجه حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اقتراعاً على سحب الثقة الأربعاء 16 يناير/كانون الثاني بعد الهزيمة المنكرة التي لحقت باتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي في البرلمان، مما أثار فوضى عارمة في الانسحاب من التكتل قبل عشرة أسابيع فقط من موعده المقرر.
وصوّت 432 نائباً ضد الاتفاق مقابل 202 فقط، في أسوأ هزيمة برلمانية تُمنى بها حكومة في تاريخ بريطانيا الحديث، مما أثار اضطراباً سياسياً قد يؤدي إلى خروج البلاد من الاتحاد دون ترتيب أو حتى عدم الخروج.
بريطانيا تواجه أزمات سياسية طاحنة
ومع اقتراب موعد الخروج المقرر في 29 مارس/آذار، ترزح المملكة المتحدة حالياً تحت وطأة أسوأ الأزمات السياسية في نصف قرن، فيما تحاول التوصل لقرار بشأن كيفية الخروج من المشروع الأوروبي الذي انضمت له عام 1973 أو حتى ما إذا كانت ستنسحب من التكتل أصلاً.
وبعد الهزيمة الأولى التي يمنى بها أي اتفاق في البرلمان منذ عام 1864، دعا جيريمي كوربين زعيم حزب العمال على الفور، إلى تصويت في البرلمان على سحب الثقة من حكومة ماي الساعة 1900 بتوقيت غرينتش الأربعاء.
دعم لتريزا ماي لمواجهة سحب الثقة
وقال الحزب الديمقراطي الوحدوي في أيرلندا الشمالية الذي يدعم حكومة الأقلية التي ترأسها ماي، إنه رغم رفضه الاتفاق لكنه سيظل داعماً لماي في اقتراع سحب الثقة. كما قال محافظون مؤيدون للانسحاب من الاتحاد الأوروبي إنهم سيدعمونها أيضاً.
وقال جيمس كليفرلي، وهو نائب في البرلمان ونائب رئيس حزب المحافظين، لرويترز: "لا شك لدي في أن رئيسة الوزراء ستفوز بذلك وبعدها يمكنها أن تركز على محاولة الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي والبرلمانيين".
وتابع قائلاً: "ما أخشاه هو أن يخسر البرلمان رئيسه مما يعرض عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي بأكملها للخطر وهو ما أعتقد أنه سيكون خطأ كارثياً".
وتشير هذه الهزيمة المهينة للاتفاق في البرلمان إلى انهيار استراتيجية تتبعها ماي منذ عامين بهدف خروج بريطانيا من الاتحاد في 29 مارس/آذار مع حفاظها على علاقات ودية معه.
خيارات تيريزا ماي الثلاثة
كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أشار الثلاثاء، إلى احتمالية أن تطلب بريطانيا مهلة إضافية من الاتحاد الأوروبي؛ من أجل اتفاق خروجها من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
تصريحات ماكرون جاءت خلال اجتماع عقده في بلدة "غراند بورغثيرول" الصغيرة بمنطقة نورماندي، حيث التقى حوالي 600 رئيس بلدية ومسؤول محلي، في خطوة لحل أزمة "السترات الصفراء".
وأوضح ماكرون، في السياق ذاته، أن هناك 3 سيناريوهات متوقعة بعد رفض الاتفاق، أولها إلغاء "بريكست"، وفي هذه الحالة سيكون البريطانيون هم الخاسرين، بحسب قوله.
أما السيناريو الثاني المتوقع، وفق ماكرون، فهو أن تتقدم بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي بطلبات جديدة حول الاتفاق، مشدداً على أن الاتفاق لن يطرح للنقاش مرة ثانية.
أما السيناريو الثالث الذي يرى ماكرون أن تنفيذه محتمل، هو أن تطلب بريطانيا مهلة إضافية من أجل الاتفاق.
أما رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل فقالا: إن الاتحاد الأوروبي سيبدأ تكثيف استعداداته لاحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد دون التوصل إلى اتفاق.
وقال يونكر في بيان، بعد رفض البرلمان البريطاني لاتفاق الخروج الذي أبرمته لندن مع الاتحاد: "زاد خطر انسحاب المملكة المتحدة دون اتفاق بعد التصويت الذي جرى مساء أمس".
وأضاف: "في حين أننا لا نرغب في حدوث ذلك، فستواصل المفوضية الأوروبية عملها الطارئ لضمان استعداد الاتحاد الأوروبي الكامل لذلك".
وكتب رئيس الوزراء البلجيكي على تويتر إن بلاده ستكثف كذلك استعداداتها لاحتمال خروج بريطانيا دون اتفاق.