أقرّ مجلس النواب الأميركي بأغلبيته الديمقراطية الجديدة، الخميس 3 يناير/كانون الثاني 2018، نصّين تشريعيين يرميان لإنهاء الإغلاق الجزئي لإدارات الحكومة الفدرالية، لكن من غير المرجّح أن يوافق عليهما مجلس الشيوخ بسبب عدم تلبيتهما شرط الرئيس دونالد ترامب بتمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك.
والنصّان اللذان أقرّهما المجلس يلحظان تمويلاً مؤقّتاً للإدارات الفدرالية المغلقة ويتيحان الوقت لإجراء مفاوضات للتوصّل إلى اتفاق بين البيت الأبيض والمعارضة الديمقراطية بشأن السبيل الأمثل للتصدّي للهجرة غير الشرعية.
البيت الأبيض يعارض بشده الإجراءين
لكنّ البيت الأبيض يعارض بشدّة هذين الإجراءين لأنهما لا يلحظان تمويلاً بقيمة خمسة مليارات دولار لبناء الجدار الحدودي الذي يريده ترامب ويرفضه الديمقراطيون.
وقبل ساعات من التصويت قال البيت الأبيض إن مستشارين للرئيس دونالد ترامب سيوصونه باستخدام حق النقض لمنع إقرار القوانين إذا صادق الكونغرس عليها من دون تقديم أي أموال إضافية لمقترح ترامب ببناء جدار على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ إنّه لن يحدّد موعداً للتصويت على هذين النصّين إلاّ إذا حصل من ترامب على الضوء الأخضر بذلك، لأنّهما في نهاية المطاف لن يريا النور إذا لم يوقّع عليهما الرئيس.
ويضمن أحد النصّين لغاية 30 أيلول/سبتمبر تمويل معظم الإدارات الفيدرالية المغلقة حالياً، في حين يموّل النصّ الآخر لغاية 8 شباط/فبراير الميزانية الحساسة لوزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن ضبط الحدود، وذلك بهدف إتاحة الوقت الكافي للتوصّل إلى حلّ لهذه المسألة الخلافية.
وسارع الجمهوريون إلى التنديد بـ"التصويت العديم الفائدة الذي لا يوفّر الوسائل التي نحتاج إليها لتأمين حدودنا".
بالمقابل يقول الديمقراطيون إنّهم يؤيّدون تعزيز بعض الإجراءات الأمنية لمراقبة الحدود وضبطها، لكنهم يرفضون بشدة بناء جدار يعتبرونه "غير فعّال" و"باهظ الكلفة".
أول تحدٍّ تخوضه الرئيسة الجديدة لمجلس النواب الأميركي
جاء هذا التحدي لترامب بعد أن تم انتخاب نانسي بيلوسي الرئيسة الجديدة لمجلس النواب الأميركي، واستعادت بذلك لقب أقوى امرأة في السياسة الأميركية، معتمدة على حسها الاستراتيجي بمهارة لسحق التمرد في صفوف حزبها الديمقراطي بهدوء، لكنها ستحتاج إلى حنكتها لمواجهة الرئيس المتقلب دونالد ترامب.
وانتُخبت نانسي بيلوسي (78 عاماً)، بعد ظهر الخميس 3 يناير/كانون الثاني 2019، رئيسة لمجلس النواب، وهو المنصب الذي كانت أول امرأة في التاريخ الأميركي تتولاه بين 2007 و2010.
ومع تسلّمها المهام من رئيس المجلس المنتهية ولايته بول راين، ستصبح نانسي بيلوسي الشخصية الثالثة في هرم السلطة بالبلاد بعد الرئيس ونائبه.
والآن وبعد قرار مجلس النواب، بات الأمر يتعلق الآن بمعرفة من سيستسلم أولاً في المواجهة بين دونالد ترامب "والسيدة رئيسة المجلس"، والتي لا يشك مؤيدوها في نتيجتها.
وقالت ابنتها ألكسندرا، لشبكة "سي إن إن"، الأربعاء 2 يناير/كانون الثاني 2019: "لم يسبق أن انتصر أحد عندما راهن على مواجهة نانسي بيلوسي. هي يمكن أن تنزع رأسك من دون حتى أن تشعرَ بأنك تنزف".