قضت محكمة أميركية، الإثنين 24 ديسمبر/كانون الأول، بإلزام كوريا الشمالية بدفع مبلغ 501 مليون دولار كتعويض، لتسببها في وفاة الأميركي أوتو وارمبير الذي كان محتجزاً لديها، ورجّحت المحكمة تعرضه للتعذيب.
ورفع والدا وارمبير دعوى قضائية ضد كوريا الشمالية في محكمة منطقة واشنطن بعد إعادة الشاب البالغ من العمر 22 عاماً من كوريا الشمالية التي كان يزورها إلى الولايات المتحدة العام الماضي وهو في غيبوبة، ليتوفى بعد ذلك بأيام.
وحكمت القاضية بيريل هاويل، رئيسة القضاة في محكمة واشنطن، لعائلة وارمبير بمبلغ 501,134,683.80 دولاراً، معظمها عقابية نتيجة التسبب بأضرار.
وأوردت القاضية في حيثيات حكمها أن "عائلة وارمبير الأميركية عانت من وحشية كوريا الشمالية بشكل مباشر، عندما قامت هذه الدولة المستبدة باعتقال ابنها لاستخدامه كبيدق في نزاعاتها الدولية، ولمواجهة الولايات المتحدة".
وأضافت: "كوريا الشمالية مسؤولة عن خطف أوتو وارمبير وتعذيبه وقتله خارج إطار القانون والتسبب بالأذى لوالدته ووالده فرد وسيندي وارمبير".
وسافر أوتو الذي درس الأعمال والاقتصاد في جامعة فيرجينيا إلى كوريا الشمالية من أوهايو، لكنه اعتقل في مطار بيونغ يانغ واتهم بارتكابه جرائم ضد الدولة بزعم إزالته ملصقاً دعائياً للزعيم كيم جونغ أون.
وبحسب الحكم، فإن وزارة الخارجية الأميركية نصحت باستمرار عائلة الشاب بالتزام الصمت؛ لاعتقادها أن كوريا الشمالية ستطرح لاحقاً مطالب لقاء عودته.
لكنه عندما عاد بعد 17 شهراً كان فاقداً للبصر والسمع ويتناول الطعام عبر أنبوب ويصدر أصواتاً غير مفهومة، وحدد طبيبه السبب بتلف في الدماغ على الأرجح بسبب عدم تدفق الدم إلى الدماغ لفترة من 5 إلى 20 دقيقة.
ونفت كوريا الشمالية سوء معاملتها لوارمبير، وقالت إنه أصيب بنوع من التسمم الغذائي الذي يؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي.
وقالت هاول إن كوريا الشمالية لم تقدم أي رد على الدعوى القضائية التي رفعتها أسرة وارمبير بموجب قانون الحصانات السيادية الأجنبية، وهو قانون أميركي يسمح بمقاضاة الحكومات الأجنبية في جرائم لا تشملها الحصانات الدبلوماسية.
وأشاد بالحكم السيناتور عن أوهايو روبرت بورتمان الذي فاوض الكوريين الشماليين لإطلاق سراح وارمبير، معرباً عن ارتياحه لإخضاع بيونغ يانغ للمحاسبة.
ويعتبر قرار المحكمة رمزياً، كما أنه لا توجد اتفاقية دولية تجمع بين واشنطن وبيونغ يانغ، تلزم الأخيرة بدفع التعويض المطلوب.