وجّهت نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عبارات "قاسية" إلى وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان وطالبته بالتخلي عن سلوك "قطاع الطرق".
جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلت بها هيلي،الثلاثاء، 18 ديسمبر كانون الأول ، ومن المقرر أن تغادر مندوبة الولايات المتحدة منصبها بحلول نهاية العام الجاري، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن إكزمينير" الأميركية.
وقالت هيلي: "يتعين على وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان التخلي عن سلوك قطاع الطرق، الذي يتعامل به".
وأضافت: "محمد بن سلمان كان مهملاً في بعض الأحيان"، بحسب المصدر ذاته.
ورأت الصحيفة أن المندوبة الأميركية استخدمت عبارات "قاسية" تجاه ولي العهد السعودي، مقارنة بالعبارات التي تستخدمها إدارة الرئيس دونالد ترامب، لاسيما من جانب الرئيس نفسه ووزير خارجيته مايك بومبيو.
وفي السياق، شددت هيلي على أن ولي العهد السعودي "يدين للولايات المتحدة ببعض المسؤولية فيما حدث لـ(الصحافي السعودي جمال) خاشقجي، بدون شك".
والأربعاء الماضي، حمّلت هيلي حكومة السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان مسؤولية مقتل خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما لفتت حينئذ إلى ضرورة إجراء "حوار جاد وصارم مع السعوديين، وإخبارهم بأن الولايات المتحدة لن تتغاضى عن مقتل خاشقجي".
وأثارت جريمة قتل خاشقجي غضباً عالمياً ومطالبات مستمرة بالكشف عن مكان الجثة، ومن أمر بقتله، لكن الرياض وبعدما قدمت تفسيرات متضاربة، أعلنت أنه تم تقطيع جثته، إثر فشل "مفاوضات لإقناعه بالعودة إلى المملكة".
وأعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) مؤخراً، أنها توصلت إلى أن "قتل خاشقجي كان بأمر مباشر من بن سلمان"، لكن ترامب شكك في تقرير الوكالة، وتعهّد بأن يظل "شريكاً راسخاً" للسعودية.
فيما صوت مجلس الشيوخ الأميركي ، بمسؤولية ولي العهد محمد بن سلمان بقتل خاشقجي ، قالت المملكة العربية السعودية، الإثنين 17 ديسمبر/تشرين الأول، أن قرارات مجلس الشيوخ الأميركي الأخيرة المرتبطة بالحرب في اليمن وقضية الصحافي جمال خاشقجي يعتبر "تدخل سافر" في شؤونها، رافضة "التعرّض" لولي عهدها الأمير محمد بن سلمان ومحذّرة من "تداعيات" ذلك على العلاقات.
وأضافت الخارجية السعودية أن الرياض "تؤكد رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية، أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده (…) بأي شكل من الأشكال، أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها".
ودعت إلى "ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة (…)، منعاً لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الاستراتيجية المهمة بينهما".
وتبنى مجلس الشيوخ الأميركي، قراراً يحمّل ولي العهد السعودي "المسؤولية عن مقتل" الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.
كما طالب أعضاء مجلس الشيوخ الرئيس دونالد ترامب بوقف الدعم العسكري للسعودية في حرب اليمن، حيث تقود المملكة تحالفاً عسكرياً دعماً لحكومة معترف بها دولياً وفي مواجهة المتمرّدين الحوثيين.