دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، الأحد 9 ديسمبر/كانون الأول 2018، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لفرنسا، بعد تعليقاته الناقدة على تحرّك "السترات الصفراء".
وقال لو دريان في برنامج تلفزيوني: "أقول لدونالد ترمب، ورئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) قال له أيضاً: نحن لسنا طرفاً في النقاشات الأميركية، اتركونا نعش حياتنا حياة أمة".
"إنهم يهتفون، نريد ترامب"
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سخر من سياسات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لاسيما موقفه من اتفاق باريس للمناخ.
جاء ذلك في تغريدة لـ"ترامب" السبت 7 ديسمبر/كانون الأول، على موقع "تويتر"، تزامناً مع اندلاع الحراك الرابع لـ"السترات الصفراء" في فرنسا.
وقال ترامب: "اتفاق باريس لا يسير على نحو جيد بالنسبة إلى باريس، التظاهرات وأعمال الشغب في كل نواحي فرنسا".
Very sad day & night in Paris. Maybe it's time to end the ridiculous and extremely expensive Paris Agreement and return money back to the people in the form of lower taxes? The U.S. was way ahead of the curve on that and the only major country where emissions went down last year!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 8, 2018
وأضاف: "الفرنسيون لا يرغبون في دفع مبالغ ضخمة من الأموال لدول العالم الثالث التي تسيرها أنظمة مشبوهة بهدف حماية البيئة على ما يبدو".
وأشار إلى أنّ الفرنسيين يهتفون في مظاهراتهم "نريد ترامب" في إشارة منه إلى نجاح سياساته وقراره بالانسحاب من ذلك الاتفاق.
The Paris Agreement isn't working out so well for Paris. Protests and riots all over France. People do not want to pay large sums of money, much to third world countries (that are questionably run), in order to maybe protect the environment. Chanting "We Want Trump!" Love France.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 8, 2018
وعلق ترامب على مظاهرات "السترات الصفراء" في باريس بالقول: "يوم حزين وليلة حزينة للغاية في باريس.. ربما حان الوقت لإنهاء اتفاقية باريس السخيفة والمكلفة للغاية وإعادة الأموال إلى الناس على شكل خفض الضرائب".
"اتفاق باريس آيل للسقوط"
وكان ترامب قد سخر الثلاثاء الماضي، أيضاً من التنازلات التي قدمها الرئيس الفرنسي لـ"السترات الصفراء" معتبراً أن اتفاق باريس آيل للسقوط.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "الاحتجاجات واسعة النطاق في فرنسا بسبب ارتفاع أسعار الوقود تدل على صحة قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ (في يونيو/حزيران 2017)".
في السياق، يسعى الاتفاق المناخي الذي وقعه ما يقرب من 200 بلد في باريس عام 2015، إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة على الأرض، من خلال خطوات منها خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري.
وشهدت فرنسا، اليوم، الموجة الرابعة من حراك السترات الصفراء؛ ما أسفر عن إصابة 55 شخصاً في العاصمة باريس، وتوقيف أكثر من ألف متظاهر في جميع أرجاء البلاد.
وحتى منتصف نهار اليوم، بلغ عدد المشاركين في المظاهرات نحو 125 ألف متظاهر في جميع أنحاء فرنسا، حسب وزارة الداخلية.
ويبحث ماكرون، عن مخرج من "الأزمة" الناجمة عن احتجاجات "السترات الصفراء"، التي بدأت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتعد الأكثر عنفاً خلال السنوات الأخيرة.
وأعلن عبر قصر الإليزيه إلغاء ضرائب على الوقود، كان مقرراً فرضها في 2019، لكن الإعلان عن إلغاء الضرائب لم يكن كافياً لتهدئة غضب أصحاب "السترات الصفراء".