في الوقت الذي أصر فيه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على حضور قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين ، لتجاوز الغضب الدولي بسبب قضية قتل جمال خاشقجي، فإن قادة دول مجموعة العشرين مصرون على التداول بشأن القضية خلال أشغال القمة التي ستنطلق الجمعة 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.
الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، الذي تحتضن بلاده قمة مجموعة العشرين، قال إن قضية جمال خاشقجي ستكون حاضرة على طاولة المباحثات في اجتماعات ثنائية خلال القمة.
وأوضح ماكري، الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن الاتهامات ضد ولي العهد السعودي بارتكاب جرائم حرب وتعذيب، "ربما تُطرح للنقاش، خلال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين التي تبدأ الجمعة".
وأكد الرئيس الأرجنتيني: "فيما يتعلق بولي العهد الذي يحضر القمة، فإن السعودية عضو دائم في مجموعة العشرين، وبالتالي فإنه يحضر القمة. المشكلة التي أثرت على العالم مطروحة على الطاولة، وربما تثار خلال اجتماعات ثنائية، وربما لا… أو على جدول أعمال قمة العشرين".
أول رئيس أوروبي يبرمج لقاء مع محمد بن سلمان في قمة العشرين
قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، عقد لقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين مع إعلانه تأييد إشراك الأسرة الدولية في التحقيقات بشأن خاشقجي.
وأعلن ماكرون، في تصريحات نقلتها قناة "فرانس 24" الفرنسية (رسمية)، أنه سيلتقي محمد بن سلمان، خلال قمة العشرين التي تستضيفها العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.
وبينما لم يحدد ماكرون موعد اللقاء المرتقب، أوضح في تصريحاته أنه "يؤيد إشراك الأسرة الدولية في التحقيقات السعودية والتركية بشأن خاشقجي (قتل داخل قنصلية السعودية في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018)".
وجاء موقف الرئيس الفرنسي بالتزامن مع تصاعد الانتقادات الدولية لولي العهد السعودي، بسبب مزاعم وقوفه وراء ارتكاب "جرائم حرب" في اليمن، و"تعذيب وإساءة معاملة سعوديين"، بينهم الصحافي جمال خاشقجي.
والأربعاء، أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية بأنّ المدعي العام الأرجنتيني حرّك قضية رفعتها المنظمة ضد محمد بن سلمان، طالبت فيها السلطات الأرجنتينية بملاحقة الأمير السعودي استناداً إلى بند الولاية القضائية الدولية في القانون الأرجنتيني.
بينما ترامب يلغي لقاءه مع بوتين خلال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، قبيل توجّهه للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين ، أنّه ألغى لقاء كان مقرّراً على هامشها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكّداً من جهة ثانية، أنّ حربه التجارية مع الصين ضخّت مليارات الدولارات في الاقتصاد الأميركي.
وبعد أن فرض رسوماً جمركية هائلة على السلع الصينية، وهدّد بفرض المزيد من الرسوم في يناير/كانون الثاني 2018، من المقرّر أن يلتقي ترامب الرئيس الصيني، شي جينبينغ، على هامش القمة، للضغط من أجل تطبيق إصلاحات شاملة على اقتصاد ثاني أكبر بلد في العالم لصالح دخول الشركات الأميركية السوق الصينية.
وقبيل مغادرته واشنطن، متوجّهاً للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين ، سخر ترامب من التحقيقات في مزاعم تدخّل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية، واتّهم محاميه السابق، مايكل كوهين، بالكذب بعد أن اعترف بتضليل الكونغرس.
وألغى ترامب لقاءه المقرّر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة، وذلك على خلفية الأزمة الناشبة بين أوكرانيا وروسيا.
وجاء ذلك بعد أن كان قد صرح في وقت سابق من الخميس، بأنّ قمة مجموعة العشرين هي "وقت مناسب جداً" للقاء بوتين.
وتُنبئ تصريحات ترامب المتشدّدة، بأنّ قمة مجموعة العشرين التي تنطلق أعمالها الجمعة 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وتستمر يومين، لن تكون سهلة، حيث تخيّم عليها كذلك التوترات الجديدة بشأن أوكرانيا، وتزايد الانقسامات بسبب سياسة ترمب بشأن التجارة والتغير المناخي.