كاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يقع في خطأ سياسي كبير، كان يهدد رئاسته لولا تدخل محاميه الخاص دون ماكغان الذي أنقذه من هذا الانتحار السياسي.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، كشفت الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن ترامب طلب من وزارة العدل مقاضاة خصمه في الانتخابات الرئاسية الماضية هيلاري كلينتون، ومدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) السابق جيمس كومي، إلا أنه محاميه نصحه بألا يفعل ذلك.
وبحسب الصحيفة الأميركية فإن محامي ترامب حذره من أن هذا يعني بداية عزله؛ لأنه يستغل منصبه للانتقام من أعدائه.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن "شخصين على دراية بالمحادثة" التي تمت بين ترامب ومحاميه، فإن الأخير أوضح للرئيس أنه لا يملك سلطة إصدار أمر بالملاحقة القضائية.
وقال المحامي لترامب إنه في حال أصر على نيته هذه فقد يؤدي ذلك أيضاً إلى توجيه اتهامات له بإساءة استخدام السلطة.
وطلب ماكغان من محامي البيت الأبيض كتابة مذكرة تحذيرية لترامب مفادها أنه إذا طلب من سلطات إنفاذ القانون التحقيق مع خصومه، فقد يواجه سلسلة من العواقب، بما في ذلك احتمال عزله.
مثال صارخ لترامب
ووصفت الصحيفة الأمر بأنه يعد أحد أكثر الأمثلة الصارخة حتى الآن على كيفية رؤية ترامب لوزارة العدل المستقلة، باعتبارها "أداة يمكن استخدامها ضد أعدائه السياسيين".
ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب قد قرأ مذكرة ماكغان أو ما إذا كان على دراية بالتهم التي طلب من محاميه توجيهها لخصومه السياسيين.
وكان ترامب قد أعرب مراراً وتكراراً عن خيبة أمله في مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي؛ بسبب فشله في إجراء تحقيقات أكثر حدة مع هيلاري كلينتون، ووصفه بأنه ضعيف، كما قال أحد الأشخاص.
وسبق أن اتهم ترامب خصمه كومي، من دون أدلة، بامتلاك معلومات سرية بصورة غير قانونية.
وطلب محامو ترامب من وزارة العدل العام الماضي أن يحققوا مع كومي في سوء تعامله مع معلومات حكومية حساسة، وعن دوره في تحقيق البريد الإلكتروني لكلينتون.
ورفض مسؤولو إنفاذ القانون طلباتهم. لا سيما أن كومي يعد شاهداً رئيساً ضد ترامب في التحقيق الذي يقوده المحامي الخاص روبرت مولر.
ترامب يضغط على وزارة العدل
وبحسب الصحيفة الأميركية، ضغط ترامب مراراً على مسؤولي وزارة العدل حول وضع التحقيقات المتعلقة بكلينتون.
في حديثه مع مكغان، سأل ترامب ما الذي يمنعه من أن يطلب من وزارة العدل التحقيق مع كومي وكلينتون، وفق ما أفاد به الشخصان المطلعان على المحادثة.
وقال ماكغان إنه يملك السلطة لمطالبة وزارة العدل بالتحقيق، لكنه حذر من أن تقديم مثل هذا الطلب قد يخلق سلسلة من المشاكل.
وكتب المحامون في مكتب مستشار البيت الأبيض، وثيقة من عدة صفحات، حذروا فيها ترامب بشدة من مطالبة وزارة العدل بالتحقيق مع أي شخص.
ووضع المحامون سلسلة من العواقب. وبداية، فقد يرفض محامو وزارة العدل اتباع أوامر ترامب حتى قبل بدء التحقيق، الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع عاصفة سياسية أخرى.
وإذا تم تقديم التهم، فيمكن أن يحقق الكونغرس في دور ترامب في المحاكمة، ويبدأون بإجراءات المساءلة.
وفي نهاية المطاف، حذر المحامون من أنه قد يتم التصويت ضد ترامب لإخراجه من البيت الأبيض، إذا اعتقد الجميع أنه أساء استخدام سلطته.