أخبر مصدرٌ سعودي بارز موقع Middle East Eye البريطاني أنَّ ملك السعودية وولي عهدها يحميان نفسيهما من فضيحة قتل جمال خاشقجي باتباع خارطة طريقٍ وضعها لهما وزير الخارجية الأميركي.
وقال المصدر المُطَّلِع على محادثات بومبيو مع القيادات السعودية إنَّ وزير الخارجية سلَّم الخطة للسعوديين بنفسه خلال اجتماعٍ مع الملك سلمان وابنه، ولي العهد محمد بن سلمان، الشهر الفائت، أكتوبر/تشرين الأول، في الرياض.
تفاصيل خارطة الطريق لإنقاذ الملك وابنه
وأخبر المصدر أنَّ الخطة المُقدَّمة من الولايات المتحدة تتضمَّن خياراً بإلصاق تهمة قتل الصحافي السعودي بفردٍ من آل سعود لتبرئة رؤوس الدولة.
وقال المصدر إنَّه لم يقع الاختيار على ذلك الشخص بعد، وإنَّ القيادات السعودية تؤجِّل استخدام هذه الخطة في حال تصعيد الضغط على محمد بن سلمان لدرجةٍ قصوى.
وقال المصدر للموقع البريطاني: "لن نُدهَش إن حدث ذلك".
وقال المصدر إن الخطوة المتبقية، هي إلصاق الجريمة بأحد أفراد العائلة المالكة، وسيتم اتخاذها في حال لم تؤد اعتقالات المشتبه بهم السعوديين إلى تخفيف الضغط على الرياض.
ومن جانبها، أنكرت وزارة الخارجية الأميركية مزاعم المصدر المُقتَبَس، ووصفتها بأنَّها "تحريفٌ تام لبعثة وزير الخارجية الدبلوماسية إلى السعودية".
وقالت هيذر نويرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: "لقد صرَّحنا علناً بأهدافنا، وهي: أن نؤكِّد للقيادة السعودية الأهميَّة التي تُعلِّقها حكومة الولايات المتحدة على محاسبةٍ كاملة وفورية لمُرتكبي جريمة قتل جمال خاشقجي".
ووفقاً للمصدر، وضع بومبيو الخطوط العريضة لخطته تِلك في يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول، عندما سافر إلى الرياض ليلتقي بالملك سلمان والأمير محمد بن سلمان فيما تصاعدت حدة الاهتمام الدولي بقضية خاشقجي.
جاءت رحلة بومبيو إلى المملكة الخليجية بعد مرور أسبوعين تحديداً على مقتل خاشقجي، وهو صحافي بارز ومنتقدٌ لولي العهد السعودي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول.
وقبل أيامٍ فحسب من وصول بومبيو إلى الرياض،أعلن المسؤولون الأتراك أنَّ خاشقجي قد قُتِل وقُطِّعَت جثته بعد دقائق لا أكثر من دخوله القنصلية لتسلّم أوراقٍ كان يحتاجها للزواج.
بومبيو أُرسِل إلى الرياض لتقديم المشورة لقيادات السعودية
وفي وقت رحلة بومبيو إلى الرياض، لم يكن المسؤولون الأميركيون الكِبار -ومن بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب- قد تحدَّثوا سوى بأقل القليل عمَّا حدث لخاشقجي، الذي كان يقيم في منفى اختاره لنفسه في الولايات المتحدة خلال فترة اختفائه.
أثار لقاء بومبيو بمحمد بن سلمان دهشة الكثيرين، فيما كانت المجموعات الحقوقية تُلِح على واشنطن كي تطالب حلفاءها في السعودية بالإجابات.
وفي اليوم التالي للاجتماع رفيع المستوى، أخبر بومبيو الصحافيين أنَّ السعوديين لم يريدوا التحدث عن وقائع قضية خاشقجي وإنَّ شعوره هوَ الآخر متبادل.
وقال بومبيو فيما كان يسافر إلى تركيا: "لا أريد التحدُّث عن أي من الحقائق. ولا هُم أرادوا التحدُّث عنها".
وأخبر المصدر السعودي الموقع البريطاني أنَّ بومبيو سافر إلى الرياض لينصَح السعوديين بكيفية التعامل مع تداعيات قضية خاشقجي.
ومع ذلك، قال بومبيو بعد اجتماعاته مع السعوديين إنَّه نصحهم بإجراء تحقيقٍ شفَّاف في ما حدث.
وقال: "خضنا محادثاتٍ صريحة ومباشرة. أكَّدتُ فيها على أهمية إجراء تحقيقٍ مفصَّل، وشفَّاف، وعاجل، وتعهَّدت القيادة السعودية بدورها أن تفِي بهذه المطالب".
وأضاف بومبيو: "حسب تقييمي لهذه الاجتماعات، فإنَّ هناك التزاماً جاداً من جانب السعودية لمعرفة كل الحقائق وضمان مُحاسبة المتورِّطين، ويشمل ذلك محاسبة قياداتٍ كبيرة بالسعودية أو مسؤولين فيها".
ويُتوقَّع أن تُلقي إدارة ترامب بياناً رسمياً يوم الثلاثاء، 20 نوفمبر/تشرين الثاني، حول نتائج التقصِّي الأميركي إلى الآن فيما يتعلَّق بمقتل خاشقجي.
وفي نهاية الأسبوع الفائت، قالت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إنَّها توصَّلت إلى أنَّ محمد بن سلمان قد أمر بقتل الصحافي السعودي، وهذا وفقاً لتقارير عدة وكالاتٍ إعلامية أميركية، لكنَّ ترمب شكَّك بعدها في نتائج تحقيق وكالة الاستخبارات الأميركية.