طالت الانتقادات الرئيس التشيكي ميلوش زيمان؛ بسبب تصريحات أدلى بها عن الصحافيين، بدا أنَّه يشير فيها إلى موت الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بحسب ما ذكرته شبكة MSN الأميركية.
وقال زيمان: "أحب الصحافيين؛ ولهذا قد أفكر في إقامة مأدبة خاصة لهم هذا المساء بالسفارة السعودية"، في إشارةٍ واضحة إلى مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
منظمة "مراسلون بلا حدود" أدانت كذلك هذا التعليق على موقعها الإلكتروني، والذي قِيل عشية الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تشيكوسلوفاكيا.
وقالت المنظمة إنَّ المزحة "أُطلِقَت بأسوأ طريقة ممكنة وعلى حساب الصحافيين"، وطالبت زيمان بتقديم اعتذار.
وللرئيس سوابق في مضايقة الصحافيين؛ إذ استقبل صحافيين بسلاح كلاشينكوف وهمي، بمؤتمرٍ صحافي، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، وقال في مايو/أيار من العام نفسه، إنَّه يجب "تصفية" الصحافيين؛ لأنَّ "هناك أكثر من اللازم منهم".
وقالت باولين آدي ميفيل، مديرة مكتب "مراسلون بلا حدود" في الاتحاد الأوروبي ودول البلقان: "ندين التعليقات الاستفزازية المفزعة التي أدلى بها الرئيس التشيكي مؤخراً عن الصحافيين. إنَّه لأمرٌ مقزز أن أراه يذهب بسخريته إلى هذا المستوى. لا بد من أن يعتذر للصحافيين ويتوقف عن الإدلاء بهذه التعليقات المهينة".
وأضافت أنَّ المزحة "أجَّجت المخاوف بشأن تعرُّض الصحافيين لهجمات جديدة".
وكتبت منظمة "مراسلون بلا حدود" على موقعها بشبكة الإنترنت، أنَّ الجمهورية التشيكية تمثل مصدر قلقٍ متنامياً فيما يتعلَّق بالتهديدات التي تطول حرية الإعلام، وهي مخاوف قالت المنظمة إنَّها تعزَّزت بعد تصريح الرئيس زيمان.
وكان الصحافي السعودي جمال خاشقجي قد قُتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد أن دخلها للحصول على ورقة رسمية لإتمام زواجه.
وتتهم السلطات التركية الجهات الرسمية في الرياض بالوقوف وراء الحادث، في حين أشارت تسريبات تركية إلى أن خاشقجي قد قُطِّع جسده بالمنشار وتم وضع أجزاء جثته في أكياس بلاستيكية قبل إخراجها من القنصلية السعودية.
ولا تزال جثة خاشقجي مجهولة المصير، في وقت تلتزم فيه الرياض الصمت إزاءها، في حين يطالب أردوغان الرياض بالإجابة عن مصيرها.
وتسبب الحادث في أزمة كبيرة للسعودية، فقد نددت أميركا ودول أوروبا بالحادث، مطالبةً الرياض بتحقيق شفاف وتقديم تفاصيل مقنعة لما حدث.