بعد أن أخبر الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، الكونغرس الأميركي بأن شركته تفتقر إلى متحدثين باللغة البورمية، أصبحت الشركة تتجه نحو الاهتمام بحقوق الإنسان، خاصة بعد تحذيرات خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة يحققون في إبادة محتملة في ميانمار قالوا فيها أن موقع فيسبوك لعب دورا في نشر ثقافة الكراهية هناك.
وكانت يانغي لي محققة الأمم المتحدة لميانمار قد قالت إن البوذيين القوميين المتطرفين لديهم صفحات خاصة على الموقع وأنهم يحرضون على كثير من العنف والكراهية ضد الروهينجا وأقليات عرقية أخرى.
بعد أسابيع قليلة من حظر عدد من كبار المسؤولين العسكريين في ميانمار استخدام موقع فيسبوك، تتجه شركة فيسبوك نحو توظيف مدير لحقوق الإنسان؛ للاهتمام بكيفية إسهام هذا الموقع في انتهاكات حقوق الإنسان.
اتهامات لـ"فيسبوك" بالتحريض على العنف والكراهية
خلال شهر مارس/آذار 2018، اتهم محققو الأمم المتحدة موقع فيسبوك بالتحريض على العنف والكراهية العنصرية ضد أقلية الروهينغا في ميانمار. وفي الشهر الماضي (أغسطس/آب 2018)، أعلنت بعثة مستقلة لتقصي الحقائق أنه تجب محاكمة كبار الشخصيات في الجيش البورمي؛ بسبب ارتكابهم الإبادة الجماعية.
وكانت شبكة تعليم حقوق الإنسان في ميانمار وجمعيات حقوقية أخرى كتبت رسالةً مفتوحةً إلى مؤسس "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، معترضة -كما جاء بموقع Business Insider– على رد فعل الشركة على انتشار خطابات الكراهية عبر منصتها، والرسائل التي تدعو إلى ارتكاب جرائم إبادة ضد الروهينغا.
واتهم الحقوقيون "فيسبوك" بالفشل في التصرّف بسرعة للحد من الرسائل الخطيرة التي تحرّض على العنف داخل البلاد.
مقارنة ليست في صالح "فيسبوك"
وجاء في الرسالة أن ردَّ الشركة على التحريض ضد الروهينغا استغرق ما يزيد على 4 أيام للاستجابة، وأوضحت المنظمات أنها هي من تولّت عبء التعامل مع رسائل التحريض تلك، وقالت: "نحن حددنا الرسائل ورفعناها إلى فريقكم عبر البريد الإلكتروني يوم السبت 9 سبتمبر/أيلول 2018، بتوقيت ميانمار، وفي ذلك التوقيت كان يتم تداول الرسائل بالفعل منذ 3 أيام".
وحظر "فيسبوك" المسؤولين البورميّين
يتعارض نفي المسؤولين في ميانمار سوء المعاملة، مع اللغة العنصرية والاحتفالات بالمجازر، التي حظر "فيسبوك" على أثرها 20 مسؤولاً من كبار الشخصيات في البلاد من استخدامه.
كانت قد وُجّهت تهم إلى شركة فيسبوك بعدم التصدي للموجات العنصرية وتسليط الضوء على اضطهاد أقلية الروهينغا، وذلك قبل فترة من منع المسؤولين في ميانمار من استخدام فيسبوك.
واعترف مارك بنقص المتخصصين
طرح الكونغرس الأميركي على مارك زوكربيرغ سؤالاً مباشراً عن هذه المسألة في وقت سابق من هذا العام (2018). ويبدو أن زوكربيرغ قد أشار في إجابة عن هذا السؤال، إلى أن نقص المتخصصين باللغة البورمية قد منع مديري موقع فيسبوك من اكتشاف المنشورات التي تجرد أقلية الروهينغا من إنسانيتهم وتحرض على ارتكاب العنف بحقهم.
لكن استجابته تظل بطيئة
وقد جاء في تقرير الأمم المتحدة، أنه "على الرغم من التحسن الذي شهدته الأشهر الأخيرة، فإن استجابة موقع فيسبوك كانت بطيئة وغير فعالة. إن المدى الذي بلغته منشورات فيسبوك ورسائله، التي أدت إلى وقوع انتهاكات عنصرية حقيقية وعنف، يجب أن يخضع للتدقيق بشكل مستقل"، حسب موقع Sky news البريطاني.
وفي إعلانه عن وظائف جديدة، صرح موقع فيسبوك بأنه "سيكرس جهوده لفهم تأثيرات منصة فيسبوك على حقوق الإنسان، والتدخل ضد أولئك الذين يستخدمون الموقع لإحداث الضرر والتضييق على حقوق التعبير وانتهاك حقوق الإنسان".
في نهاية المطاف، سيكون مدير سياسة حقوق الإنسان في شركة فيسبوك مسؤولاً عن تنسيق وتقديم المشورة لمختلف الفرق العاملة في الموقع؛ لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان كيفما ظهرت.