فرضت السلطات الدنماركية، الجمعة 3 أغسطس/آب 2018، أول غرامة مالية جراء ارتداء النقاب، بعد أن تم حظره في الأماكن العامة، في إطار "قانون النقاب" الذي دخل حيز التنفيذ مطلع أغسطس/آب الجاري.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن امرأتين إحداهما منتقبة، تخاصمتا في مركز تجاري بمدينة هورشولم.
وأضافت أن السلطات قرَّرت تغريم كل واحدة منهما بـ3 آلاف كورن (نحو 465 دولاراً)، وتغريم المنتقبة بألف كرون إضافية لانتهاكها قانون النقاب.
وقال الناطق باسم الشرطة، دافيد بورشيرسان، إن "المرأة المنتقبة تبلغ من العمر 28 عاماً، وهي مواطنة دنماركية، وتم تغريمها بمبلغ ألف كرون، لانتهاكها قانون حظر ارتداء النقاب في مكان عام".
والأربعاء، بدأت الدنمارك تطبيق حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، تنفيذاً للقانون الذي أقرَّه برلمان البلاد، في مايو/أيار الماضي.
وبحسب هذا القانون، يعاقَب المخالفون بدفع غرامة مالية تتراوح بين ألف كرون (نحو 157 دولاراً) لأول مخالفة، و10 آلاف كرونة (ألف و552 دولاراً) بعد المخالفة الرابعة.
محاولات لتحدي القانون
وفي مايو/أيار 2018، حظر البرلمان الدنماركي ارتداء النقاب في الأماكن العامة، لتنضم الدنمارك إلى فرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى؛ دعماً للقيم العلمانية والديمقراطية، حسب وصف بعض الساسة.
لكن سابينا (21 عاماً)، التي تدرس كي تكون مُعلّمة، انضمت إلى مسلمات أخريات يرتدين النقاب؛ لتشكيل ما أُطلِق عليه "نساء في حوار"، للاحتجاج وزيادة الوعي حول ضرورة السماح للنساء بالتعبير عن هويتهن بتلك الطريقة.
وقالت سابينا: "لن أخلع نقابي. إذا كان يتعين عليَّ أن أخلعه فأنا أريد أن يكون ذلك من تلقاء نفسي".
ومثل غيرهن من النساء اللاتي تم التحدث إليهن في هذا الصدد، لم ترغب سابينا في الكشف عن اسم عائلتها؛ خشية التعرض لمضايقات.
وتعتزم المنتقبات تنظيم احتجاج في الأول من أغسطس/آب 2018، وسوف تنضم إليهن مسلمات غير منتقبات وسيدات غير مسلمات من الدنمارك، تنوي معظمهن ارتداء النقاب خلال الاحتجاج.
وقالت مريم (20 عاماً): "الجميع يرغب في تحديد ما هي القيم الدنماركية".
ومريم من مواليد الدنمارك لأبوين تركيَّين، وترتدي النقاب منذ ما قبل التعرف على زوجها، الذي يدعم حقها في ارتداء النقاب، لكنه يشعر بأن الحياة قد تكون أسهل من دونه.
وأضافت مريم، التي حجزت مكاناً لدراسة الطب الجزيئي في جامعة أرهوس: "أعتقد أنه يجب على المرء الاندماج في المجتمع، وأن يتلقى التعليم وما إلى ذلك. لكن، لا أعتقد أن ارتداء النقاب يعني عدم التقيد بالقيم الدنماركية".
وعلى نهج سابينا نفسه، تعتزم مريم تحدي القانون والاحتفاظ بنقابها، والاحتجاج على الحظر.
ويقدر عدد المسلمين في الدنمارك بنحو 7% من إجمالي السكان، البالغ عددهم 5.7 مليون نسمة، وفق بيانات رسمية.