أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اتصالًا بالرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، الأحد، 14 من مباحثات تناولت تطورات "حرب الإبادة" الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر العاشر في الوقت نفسه الذي أعلنت فيه كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، قصف قوات إسرائيلية بمحيط حي "تل الهوى" ومقر قيادتها في محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربًا على غزة أسفرت عن أكثر من 127 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.
هنية يهاتف بزشكيان
قالت حماس، في بيان عبر منصة تلغرام، إن هنية قد هاتف الرئيس بزشكيان، و"بحثا التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، ومجمل التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية".
واستعرض هنية، **ما يقوم به الاحتلال من مجازر بشعة تستهدف المدنيين، ومنها مجزرتا خان يونس والشاطئ أمس (السبت)، متذرعًا بادعاءات كاذبة (بشأن) استهداف قادة المقاومة"، حسب البيان.
والأحد، استشهد 15 فلسطينيًا وأصيب 80 آخرين، بينهم أطفال ونساء، في استهداف إسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وهي ثالث مجزرة خلال يومين؛ ما أودى إجمالًا بحياة أكثر من 100 فلسطيني وأصاب مئات آخرين.
ولفت هنية، إلى أن "هذه المجازر جاءت رغم الموقف الإيجابي لحماس وفصائل المقاومة من مفاوضات وقف إطلاق النار".
واستدرك: **غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وضع خلال تصريحاته الأخيرة شروطًا جديدة لم ترد في نصوص المقترحات المتبادلة عبر الوسطاء؛ بما يؤكد أنه يرغب في استمرار وتصعيد العدوان".
وللموافقة على إبرام اتفاق، اشترط نتنياهو مؤخرًا الحرية في استئناف الحرب ضد حماس، واستمرار وجود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وسيطرته على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود، وعلى معبر رفح بين مصر والقطاع، وهو ما ترفضه حماس.
هنية يثمن موقف إيران
هنية عبّر، وفق البيان، عن "تقديره لمواقف الجمهورية الإسلامية من فلسطين والمقاومة، ودعمها لقضيتنا على مختلف المستويات".
وأعرب عن "تطلعه لممارسة المزيد من الجهود السياسية والدبلوماسية للدفع باتجاه تحقيق وقف العدوان على شعبنا".
فيما عبّر بزشكيان، عن "إدانته بأشد العبارات للهجوم الوحشي الذي شنه الاحتلال على تجمع النازحين في منطقة المواصي"، حسب البيان.
واعتبر أن "هذه الجريمة المروّعة تدل على رغبة الكيان (إسرائيل) في استمرار الإبادة الجماعية، وكسر إرادة المقاومة، وسوف يفشل في ذلك".
بزشكيان، شدد على أن بلاده "لن تترك الشعب الفلسطيني وحيدًا في هذه الظروف الصعبة، وستضع حكومته على رأس أولوياتها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية للعالم الإسلامي".
وقال: "نبذل قصارى جهدنا للعمل على وقف الحرب ووقف الإبادة الجماعية، والخطوة طويلة الأمد المطلوبة هي إنهاء الاحتلال، وأن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة".
وفي 11 يوليو/ تموز 2024 أعلنت حماس أن هنية تلقى رسالة من بزشكيان، قال فيها الأخير إن إيران ستواصل دعمها الكامل للشعب الفلسطيني حتى تحقيق جميع أهدافه السامية واسترداد حقوقه وتحرير مدينة القدس الشريف.
وجرى انتخاب بزشكيان، قبل أكثر من أسبوع، خَلَفًا للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي لقي مصرعه مع وفد مرافق؛ إثر تحطم مروحية كانت تقلُّهم في محافظة أذربيجان الشرقية.
وقف المفاوضات
في سياق متصل نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، الأحد، ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن وقف مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل، ردًا على مجزرة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال الرشق في تصريح وصل الأناضول: "ما نشرته وتداولته بعض وسائل الإعلام، عن قرار لدى حركة حماس بوقف المفاوضات، ردًا على مجزرة المواصي غرب خان يونس، لا أساس له من الصحة".
وأضاف أن "هذا التصعيد النَّازي ضد شعبنا الفلسطيني من قبل (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته النَّازية، أحد أهدافه قطع الطريق على التوصل لاتفاق يوقف العدوان على شعبنا، وهو ما أصبح واضحًا لدى الجميع".
والسبت، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس، أسفرت عن مقتل 90 فلسطينيًّا وإصابة 300 آخرين بينهم حالات خطيرة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وتداولت وسائل إعلام عقب وقوع المجزرة، أنباء تفيد بوقف حماس مفاوضات الهدنة في غزة، ردًا على الاستهداف الإسرائيلي لخيام النازحين.
وعلى مدار أشهر، تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادلًا للأسرى من الجانبين ووقفًا لإطلاق النار.
ورغم تأكيد حماس جاهزيتها لـ"التعامل بإيجابية مع أي صفقة تؤمِّن وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة، وتحقيق إعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتبادل الأسرى، وتوفير الإغاثة لفلسطينيي القطاع"، إلا أن جهود الوساطة تواجه عقبات في ظل إصرار نتنياهو على عدم وقف الحرب.
قصف قوة إسرائيلية
في حين أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، قصف قوات إسرائيلية بمحيط حي "تل الهوى" ومقر قيادتها في محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة.
وأوضحت "القسام" في بيان على تلغرام أن الكتائب "قصفت قوات العدو (الإسرائيلي) المتوغلة بمحيط حي تل الهوى ومقر قيادته في محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة بصواريخ قصيرة المدى".
ولم توضح الكتائب نتائج القصف، كما لم يصدر تعقيب فوري من الجيش الإسرائيلي على بيان "القسام" حتى الساعة 17:35 ت.غ.
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت قرابة 127 ألف قتيل وجريح فلسطينيًّا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.