تعتقد الولايات المتحدة أن الخلافات المتبقية بين إسرائيل وحماس يمكن التغلب عليها في المفاوضات بشأن أحدث مقترح لوقف إطلاق النار الذي تقدمت به الحركة الفلسطينية مع استئناف المحادثات في القاهرة الأربعاء 8 مايو/أيار 2024.
واستولت القوات الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، على المعبر الحدودي الرئيسي بين غزة ومصر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة؛ حيث لجأ هناك أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أشهر.
الوفود الخمسة تجتمع بالقاهرة
وقال مصدران مصريان لوكالة رويترز إن جميع الوفود الخمسة المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار، أمس الثلاثاء، وهي كل من: حماس، وإسرائيل، والولايات المتحدة، ومصر، وقطر، تجاوبت في القاهرة بشكل إيجابي مع استئناف المفاوضات، ومن المتوقع أن تستمر الاجتماعات صباح الأربعاء.
وذكر مصدر مطلع أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز سيسافر من القاهرة إلى إسرائيل في وقت لاحق اليوم الأربعاء؛ للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين.
ماذا يقول الإسرائيليون؟
فور إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح التهدئة، رفضت تل أبيب الاقتراح المكون من 3 مراحل، الذي وافقت عليه الحركة، وقالت إنه غير مقبول؛ لأنه يضم شروطاً مخففة.
وقالت تل أبيب إن اقتراح حماس مجرد خدعة، لكنهم قرروا الذهاب إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات، وقالوا إن المقترح يتيح خلق مسارات للاتفاق، بحسب ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية.
سبق قرار تل أبيب المشاركة بالمحادثات قلق كبير ساد بين كبار المسؤولين في إسرائيل، فقد كانوا يخشون أن الولايات المتحدة مستعدة لإعطاء نوع من الضمانات من أجل "دفع الكرة" إلى أمام، بحسب القناة الإسرائيلية.
ماذا يقول الأمريكيون؟
انعكس هذا التوتر على المحادثات التي جرت بين الإسرائيليين والأمريكيين يوم الثلاثاء، فقد طلب مسؤولون كبار في إسرائيل من الأمريكيين، عدم دعم المقترح الذي وافقت عليه حماس علناً، واصفين إياها بأنها "عملية احتيال"، لكن بحسب القناة 12 الإسرائيلية، لم يفهم الأمريكيون الرسالة جيداً، وأكدوا أنه سيكون من الممكن تجاوز الخلافات.
من جانبه، خرج المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، مساء الثلاثاء، وقال إن حماس قدمت اقتراحاً معدلاً وإن النص الجديد يشير إلى أن الفجوات المتبقية يمكن "سدها تماماً". وأحجم عن تقديم تفاصيل بشأن الشروط.
ماذا تقول حماس؟
أما في حركة حماس فقد بدا موقفها واضحاً وأكثر ثباتاً، فقال أسامة حمدان القيادي في حماس، في حديثه للصحفيين من بيروت مساء الثلاثاء: "الكرة باتت الآن في ملعب كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية؛ لأن النص الذي وافقنا عليه اعتمدته واشنطن".
وكان موقع أكسيوس الأمريكي قد نقل، الثلاثاء 7 مايو/أيار 2024، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس، لكنها لم تطلع تل أبيب على ذلك، قبل إعلان الحركة قبولها به.
وحول الهجوم على مدينة رفح، قال حمدان إنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار" إذا استمر العدوان الإسرائيلي في رفح.
واعتبر حمدان أن نص مقترح الهدنة القطري المصري "الذي وافقنا عليه يمثل الحد الأدنى لمطالب شعبنا ومقاومتنا".
ومنذ الهدنة الوحيدة في الصراع حتى الآن وكانت لمدة أسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني، تعثرت مساعي وقف إطلاق النار مع رفض حماس إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين دون تعهد بوقف دائم للحرب وإصرار إسرائيل على التفاوض على هدنة مؤقتة فقط.