أعلن التحالف المنظم لأسطول الحرية المزمع إبحاره من تركيا خلال الأيام المقبلة من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة، في بيان رسمي، الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، نشره على صفحته الرسمية على منصة "إنستغرام"، أن أسطول الحرية جاهز للإبحار، وتم تقديم جميع الأوراق المطلوبة إلى سلطة الموانئ، وتم تحميل الشحنة وإعدادها للرحلة إلى غزة؛ لكنه اضطر إلى تأجيل الإبحار الذي كان متوقعاً الجمعة 26 أبريل/نيسان 2024.
وقال التحالف، في بيان رسمي: "تلقينا اليوم كلمة عن "حاجز إداري" أقامته إسرائيل في محاولة لمنع مغادرتنا. وتمارس إسرائيل ضغوطاً على جمهورية غينيا بيساو لسحب علمها من سفينتنا الرائدة – أكدنيز (البحر الأبيض المتوسط). أدى هذا إلى طلب إجراء فحص إضافي، من قبل الدولة صاحبة العلم، مما أدى إلى تأخير المغادرة المخطط لها في 26 أبريل/نيسان".
كما قال الأسطول، في بيانه الرسمي كذلك: "وهذا مثال آخر على قيام إسرائيل بعرقلة إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى سكان غزة الذين يواجهون مجاعة متعمدة. فكم من الأطفال سيموتون بسبب سوء التغذية والجفاف بسبب هذا التأخير والحصار المستمر الذي يجب كسره؟".
تأجيل تحرك أسطول الحرية التركي إلى غزة
أضاف البيان الرسمي: "هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل هذا النوع من التكتيكات لمنع سفننا من الإبحار. لقد تغلبنا عليها من قبل، ونعمل بجد للتغلب على هذه المحاولة الأخيرة. لقد اجتازت سفننا بالفعل جميع عمليات التفتيش المطلوبة، ونحن واثقون من أن أكدنيز سوف تجتاز هذا التفتيش، بشرط عدم وجود تدخل سياسي. ونتوقع ألا يستغرق هذا أكثر من بضعة أيام. ولن تكسر إسرائيل عزمنا على الوصول إلى سكان غزة".
يذكر أن تحالف "أسطول الحرية" حركة تضامن شعبية، يتكون من عدد من المنظمات التضامنية من أكثر من 12 دولة حول العالم، وتتركز جهوده على محاولات كسر الحصار البحري غير القانوني عن غزة، وعلى إظهار بشاعة الجريمة الإسرائيلية الممتدة منذ عام 2006.
ونظم التحالف العديد من حملات كسر الحصار البحري، كان أبرزها سفينة "مافي مرمرة" التركية وأخواتها من السفن الدولية، التي تمت مهاجمتها والاعتداء عليها من قبل البحرية الإسرائيلية عام 2010.
من جانبه، قال مدير جمعية "مافي مرمرة للحريات والتضامن" التركية بهشتي إسماعيل سونغور، الجمعة، في تصريح خاص لـ"عربي بوست" إن الأسطول جاهز للإبحار ويتم علاج كافة المعوقات التي تواجههم من أجل السفر إلى قطاع غزة لكسر الحصار على الشعب الفلسطيني، وقد سبق إن قال مدير "مافي مرمرة" إن جمعيته بالتعاون مع "ائتلاف أسطول الحرية" تخطط لإطلاق سفينة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مرة أخرى عبر طريق البحر.
وقال سونغور في منشور على منصة إكس، إن "الهجمات وعمليات التطهير العرقي التي تنفّذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تسببت في وفاة آلاف المدنيين، لا سيما الأطفال".
من جهة ثانية، اكتفى مالك ياسين، المنسق الإعلامي لهيئة الاغاثة التركية، بالقول في تصريحات لـ"عربي بوست"، إن الاستعدادات جارية على قدم وساق من أجل الإبحار إلى قطاع غزة؛ تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وإن المعوقات المفروضة من جانب إسرائيل يتم التعامل معها في الوقت الحالي.
في سياق متصل، قالت هبة زكريا، وهي ناشطة مصرية تشارك في أسطول الحرية، في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إنه تم تأجيل تحرك الأسطول ثلاث أو أربع مرات، كان آخرها الجمعة 26 أبريل/نيسان 2024، مشيرة إلى أن هناك "ضغوطاً أمريكية وبريطانية وألمانية" لمنع إبحار الأسطول إلى قطاع غزة.
وأشارت إلى أن الضغوط الأمريكية والبريطانية والألمانية يقف وراءها الكيان الصهيوني الذي يريد من وراء ذلك إجبار النشطاء على الرحيل من تركيا دون الاشتراك في الأسطول، خاصة مع استمرار عملية التأجيل، ما يشعر معه النشطاء بالملل، ومن ثم العودة إلى بلادهم مرة أخرى، مشددة على أن اجواء الاستعدادات إيجابية وأن كافة النشطاء حريصون على المضي قدماً في إنجاح إبحار الأسطول إلى قطاع غزة لدعم الشعب الفلسطيني.
قالت كذلك في تصريحاتها إن السلطات التركية تذلل كافة المعوقات أمام أسطول الحرية، حتى تكتمل رحلته إلى قطاع غزة، مشددة على أن الأسطول ينسق مع جمعيات خيرية داخل قطاع غزة لتسليمه المساعدات التي تصل إلى 5500 طن من المساعدات الغذائية.
أما بخصوص المخاوف من ضغط إسرائيل على الأسطول وإجباره على التوجه إلى العريش بدلاً من قطاع غزة، فقالت إن الأسطول لا يضع خطة ثانية تتعلق بالتوجه للعريش، لأنه يريد التوجه إلى قطاع غزة فقط، ولن يسمع للضغوط الإسرائيلية بإجباره على تغيير مساره.
كانت قناة عبرية قد سبق أن كشفت قبل أيام عن تدريبات يجريها جيش الاحتلال الإسرائيلي تمهيداً لاستيلاء مسلح محتمل من قبله على "أسطول الحرية" المقرر إبحاره من تركيا خلال أيام لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وأضافت القناة (12) الخاصة: "تجري في إسرائيل الاستعدادات لإبحار "أسطول الحرية" من تركيا إلى قطاع غزة، والذي من المقرر أن يتم في بداية الأسبوع المقبل". وتابعت: "في الأيام الأخيرة، نفذت إسرائيل سلسلة من التحركات السياسية أمام دول مختلفة، وبدأت أيضاً الاستعدادات الأمنية لاحتمال الاستيلاء المسلح على السفينة مرمرة 2".
وقالت القناة: "تستعد المنظومة الأمنية الإسرائيلية لاحتمال أن يكون من الضروري وقف الأسطول الذي يهدد بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة".
ووفق القناة، بدأت إسرائيل "سلسلة من التحركات السياسية أمام دول أوروبية (لم تسمها)، بمساعدة الولايات المتحدة"، دون أن توضح القناة طبيعة هذه التحركات.
ومضت القناة: "في الوقت نفسه، بدأ الجيش الإسرائيلي أيضاً التدريب والتحضير لمداهمة السفينة، وبدأ مقاتلو شايطيت 13 (وحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية) في التدرب على مداهمة السفينة، والاستعداد لكل سيناريو محتمل، ما يعيد إلى الأذهان أحداث العنف التي شهدها أسطول مرمرة عام 2010".
وقالت القناة إن "أسطول الحرية سيبحر خلال أيام وعلى متنه نحو 5500 طن من المساعدات الإنسانية"، مشيرة إلى أن السفينة "مرمرة 2 هي واحدة من ثلاث سفن من المقرر أن تغادر إلى غزة بمشاركة نشطاء من عدة دول بينها ألمانيا وماليزيا والنرويج والأرجنتين وإسبانيا وكندا وجنوب أفريقيا".
مؤتمر لنشطاء أسطول الحرية
جدير بالذكر أنه قد عُقد مؤتمر صحفي في حوض خاص لبناء السفن بمنطقة توزلا في إسطنبول، لتقديم معلومات عن الأسطول المزمع انطلاقه قريباً بمشاركة نحو 1000 شخص.
وفي كلمتها خلال المؤتمر، أعلنت الضابطة الأمريكية المتقاعدة والدبلوماسية السابقة آن رايت، عن افتتاح حملة "أسطول الحرية لغزة". وأشارت رايت إلى مشاركتها الحملة عام 2010 عبر سفينة "مافي مرمرة" التي انطلقت برفقة 7 سفن مختلفة بمشاركة أشخاص من عشرات الدول.
وأوضحت أنه يجب على الضمير الدولي وجميع الناس التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، وممارسة الضغوط من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء "الإبادة الجماعية" في غزة.
وفيما يتعلق بما سيفعلونه في حال تعرض الأسطول لهجوم إسرائيلي، قالت رأيت إنه "وفقاً للقواعد الدولية وحقوق الإنسان الدولية في هذه القضية، فإن سجل إسرائيل حافل جداً، وارتكابها خطأ مرة أخرى ليس بالوضع الجيد بالنسبة لأمنها". وأضافت أن الاستعدادات مستمرة وسيتم تزويد الرأي العام بمعلومات حول انطلاق السفينة قريباً جداً.
وفي 31 مايو/أيار 2010، تعرض ناشطون وصحفيون كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة" التي شقت طريقها من تركيا عبر البحر المتوسط لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر لقوة مفرطة استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم في المياه الدولية. وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن استشهاد 10 ناشطين وجرح أكثر من 50 آخرين.
وتحالف أسطول الحرية الدولي يضم عدداً كبيراً من منظمات المجتمع المدني الدولية والناشطين، بينها هيئة الإغاثة الإنسانية (إيه ها ها) التركية.